زواج القاصرات في المغرب بين العوز المالي وقلة الوعي

- Advertisement -

زواج القاصرات في المغرب لا يزال مستمرا رغم تقييده بموافقة استثنائية من القضاء، لكن بعد منح محاكم الأسرة في المملكة لأكثر من 13 ألف إذن، من أصل 20 ألف طلب، لتزويج القاصرات سنة 2020، تحول هذا الاستثناء إلى قاعدة، الأمر الذي دفع جمعيات نسائية وحقوقية بالتنديد بهذا الوضع وتجديد الدعوة لوقف ظاهرة تزويج المغربيات القاصرات وسد هذه الثغرة القانونية.

باحثين ومحللين مغاربة رأوا أن ظاهرة زواج القاصرات بالمغرب ليست بالجديدة وحتى النقاش فيها أخذ وقتا كبيرا، لكن نظرا لاستمرار استفحالها في المجتمع المغربي فمن الضروري اليوم مباشرة المشرع المغربي لتعديل شامل للقانون وإعادة النظر في الفصول التي تحدد سن الزواج خاصة منها المادة 20 و21و22 التي تسمح بتزويج القاصر دون سن الـ18، مشيرين إلى أن الاتفاقيات الدولية والقوانين المغربية تؤكد على حماية الطفولة، والمشرّع المغربي أكد هذا المبدأ؛ لكن الفصل 19 من مدونة الأسرة ترك بابا للاستثناء لتزويج القاصرين، الذي أصبح قاعدة”

مولاي الحسن الداكي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ورئيس النيابة العامة، لفت سابقا إلى أن تشعب الأسباب التي تشكل بيئة حاضنة لزواج القاصرات، وتغذي الثقافة الممانعة للحد منه، يطرح تحديات كبيرة لا سبيل لتجاوزها إلا باستنهاض الهمم، وتضافر مجهودات الجميع والعمل البناء من أجل تنفيذ أهداف ومبادرات مشتركة للحد من هذه الظاهرة.

وتقول فدوى رجواني، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان في سوس ماسة، أن ظاهرة تزويج القاصرات تنتشر بشكل كبير في البوادي، رغم تنظيم العديد من الجمعيات لحملات تحسيسية بخطر زواج القاصرات سواء على المستوى القانوني أو الصحي أو الاجتماعي، معتبرة أن زواج القاصرات هو سلب لحق المرأة في “التعليم، ولحقها في اختيار شريك حياتها، ناهيك عن الضرر الجسدي والنفسي على صحة الفتاة ويمكن العودة إلى أرقام وفيات النساء خلال الوضع وسترون كيف أن أغلبهن قاصرات”.

وتجدر الإشارة إلى أن استمرار النظرة الدونية للمرأة والطفلة الصغيرة كجسد من دون روح، وتغليب النظرة الشهوانية الازدرائية على حقوق الطفل وأحياناً بمسوغات وتبريرات دينية رجعية، واللجوء إلى مبررات من قبيل اعتبار تزويج القاصرات انتشالاً لهن من الرذيلة المتوقعة أو لحمايتهن من الفساد الأخلاقي، يترتب عنه مآسي اجتماعية ونفسية لا حصر لها، كجعل الأطفال أكثر عرضة للعنف البدني والنفسي، والاستغلال الجنسي، خصوصاً وأن الفتيات يتحملن مسؤولية أكبر من سنهن، وعبء يفوق طاقتهن.