لماذا يجب تفعيلها في الإمارات السبع للدولة؟ وهل يصب في مصلحة الأمهات حديثات العهد بالإنجاب؟
أظهرت استطلاعات رأي بدولة الإمارات العربية المتحدة أن ما لا يقل عن 90% من الآباء وأولياء الأمور العاملين بدوام كامل، يريدون أماكن عمل مرنة توفر لهم عدة خيارات كالعمل عن بعد؛ والإمارات مشهورة بأنها دولة تساند وتشجع بشكل دائم الشركات والمنظمات على أن يكونوا أكثر دعما للآباء العاملين، الشيء الذي جعل سمو الشيخذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، أن يطلق الدورة الثانية لبرنامج “علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين”، الهادف إلى إتاحة المؤسسات العاملة في الدولة ضمن القطاعات شبه الحكومية والخاصة والقطاع الثالث، فرصة الحصول على علامة الجودة تقديراً لالتزامها بثقافة وسياسات العمل الداعمة ابتداء من مرحلة الحمل إلى أن يبلغ الطفل ثماني سنوات، وذلك تجسيدا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الرامية إلى تمكين قطاع الطفولة المبكرة وتوفير أفضل فرص النماء والازدهار لجميع الأطفال.
وقال رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، إن البرنامج يسعى إلى تعزيز الحس الوطني والمسؤولية المجتمعية لدى المؤسسات، والمساهمة في ترسيخ ثقافة مؤسسية مبتكرة داعمة للوالدين وقادرة على تمكينهم من وضع إطارعام لتنشئة أطفالهم وفق أفضل الممارسات ذات الصلة برعاية الطفولة، لافتا إلى أن “النسخة الأولى من البرنامج وما مثلته من تجربة مثمرة، دفعنا لإطلاق البرنامج بشكل أوسع على مستوى الدولة، لتطوير السياسات وأطر العمل الداعمة للوالدين، بما يضمن تعزيز دور الوالدين في تحقيق الرعاية الشاملة للأطفال، يساعد المؤسسات على تنمية أعمالها وزيادة الإنتاجية”.
ويأتي البرنامج هذا العام، حسب رئيس هيئة أبوظبي للطفولة، ليبني على نجاحات النسخة الأولى التي تم تطبيقها على مستوى إمارة أبوظبي، وباعتباره أول برنامج تطوعي من نوعه على مستوى المنطقة، تم تصميمه بتعاون مشترك ومساهمة فاعلة من مجموعة متنوعة من المؤسسات الوطنية الرائدة في دولة الإمارات، وبناء على المقترحات الواردة من المشاركين في النسخة السابقة، ليتماشى البرنامج بنسخته الجديدة مع أهداف تنمية قطاع الطفولة المبكرة من جهة، وتعزيز النمو الاقتصادي وريادة الأعمال من جهة أخرى، وليقدم رحلة تثقيفية تتيح للمؤسسات استقاء المزيد من المعلومات حول تمكين القوى العاملة لديها، واستكشاف أفضل الممارسات العالمية.
من جانبها، دعت السيدة سناء محمد سهيل، المدير العام لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، جميع المؤسسات المعنية في دولة الإمارات للمشاركة في البرنامج للحصول على علامة الجودة، مضيفة “إننا ومن خلال هذا البرنامج الوطني الطموح على مستوى الدولة، نستهدف أكبر عدد ممكن من المؤسسات، لمساعدة الوالدين على تحقيق التوازن بين العمل والأسرة ورعاية الأطفال في سنواتهم الأولى، بما يساهم في تعزيز مشاركتها في دعم مسيرة تنمية الطفولة المبكرة”.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولى للبرنامج نجح بتحفيز العديد من المؤسسات على إعادة التفكير في الضغوطات التي تواجه الوالدين العاملين ووضع تصور جديد لثقافة بيئة العمل، حيث حصلت 6 مؤسسات على علامة الجودة نظير تطبيقها لسياسات داعمة للوالدين، تضمنت إجازة والدية للوالدين بالتبني، وإجازة الأبوةالممتدة، والسماح للأمهات باختيار الوقت الذي يرغبن فيه بأخذ إجازة الأمومة، وغيرها من الممارسات الجديرة بالتقدير؛ لكن، ماذا يمكن أن تعني هذه المبادرة حقا للأمهات الراغبات في العودة إلى العمل بعد الإنجاب؟ وما الذي يعيقهن؟
وفي هذا الصدد، يقول بيريهان أبوزيد، الرئيس التنفيذي ومؤسس الشركة الناشئة FemTech وهي أول شركة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تركز على بناء وتصنيع منتجات تصب في صالح الأمهات العاملات، إن المهمة الأساسية لشركته هي تحسين الفرص للمرأة في مكان عملها، والاشتغال مع المنظمات والشركات من أجل ضمان قدرة الآباء على شَغلِ مكانهم الصحيح في مقر عملهم بطريقة لا تدعم أنفسهم فحسب، بل تدعم أطفالهم أيضا وتدعم الاقتصاد العام ككل. حيث أن بيريهان قادر على إبداء رأي سواء مكتوب أو مسموع، حول الأسئلة المذكورة أعلاه، وما يمكن للدولة الإماراتية أن تفعله لتسهيل أمور الأمهات العاملات بشكل أفضل، بعد الإطلاق الإيجابي الأول والثاني لبرنامج “علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين”.