احتضنت مدينة الثقافة والسلام تطوان، فعاليات الدورة الخامسة عشرة لليلة الأروقة التي شهدت افتتاح مجموعة من المعارض الجماعية والفردية لعدد من الفنانين التشكيليين وطلبة الفنون الجميلة.
وشهد المسار الفني الليلي الذي انطلق من مركز تطوان للفن الحديث، حفلا مميزا لتكريم المبدعين، الفنان التشكيلي العالمي أحمد بن يسف والفنانة التشكيلية والنحاتة مليكة أكزناي، تخلله عرض خرائطي رقمي على واجهة مركز تطوان للفن الحديث، وإلقاء الكلمات الافتتاحية التي أشادت كثيرا بإعطاء الانطلاقة الرسمية ل “ليلة الأروقة” من تطوان للمرة الثالثة تواليا، في مبادرة ستزيد من وهج المدينة التي تعتبر عاصمة للفنون الجميلة بالمغرب.
وفي كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة، أشار وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، إلى أن ليلة الأروقة، التي تنظمها الوزارة منذ أزيد من عشرين سنة تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، إنما تروم دعم الفن والنهوض بالثقافة بالمغرب، كما تهدف إلى نشر الثقافة البصرية وترسيخ ثقافة العرض وزيارة المعارض.
وأضاف أن الوزارة “حريصة على إيلاء أهمية قصوى لمجال الفنون التشكيلية والبصرية، وتسخير كافة الإمكانيات لتحقيق ذلك، سواء عبر توفير البنيات التحتية من أروقة ومدارس ومراكز وتجهيزها، أو عبر تهيئ الشروط المناسبة للممارسة التشكيلية، خاصة في مجال التكوين وتوفير فرص تبادل التجارب مع الخبرات الأجنبية، أو رعاية وتشجيع المبادرات والتظاهرات التشكيلية ودعم الفنانين التشكيليين والاحتفاء بهم”.
وأبرز مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان المهدي الزواق، في تصريح له لوكالة المغرب العربي للأنباء،أن مدينة الحمامة البيضاء حازت قصب السبق بإعطاء الانطلاقة للسنة الثالثة على التوالي لهذه الفعالية التشكيلية، مما يعكس القيمة الفنية لمدينة الحمامة البيضاء، خاصة وأنها حاضنة لأهم التجارب التشكيلية المغربية، وشاهدة على أهم الانعطافات الكبرى للحركة التشكيلية.
واعتبر المهدي الزواق أن ليلة الأروقة هي فرصة لزيارة مجموعة من الأروقة وفضاءات العرض بمدينة تطوان، أو تلك المتواجدة على الصعيد الوطني، حيث بالإضافة إلى زيارة معرضين بمركز تطوان للفن الحديث، سيفتح في وجه الزوار إلى غاية الثانية عشرة ليلا كل من المعرض المقام بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية، ومعرض على نخشة المقام برواق المكي مغارة، وكذا رواق الشويخ، مرورا برواق المركز السوسيو ثقافي التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، والمعرض المقام المركز الثقافي بتطوان.
ويشار إلى أن هذه التظاهرة الفنية الوطنية ترمي إلى تيسير التواصل والتقارب بين الفنانين من مختلف الأجيال، كما تروم التعريف بإنتاجات وإبداعات الفنانين التشكيليين سواء الرواد والمخضرمين أو المواهب الشابة، وكذا الاحتفاء بالإبداع التشكيلي بكل مذاهبه ومدارسه.