الأصوات العالية سبب رئيس في اضطرابات السمع المبكرة

- Advertisement -

اضطرابات السمع

لا شك أن للمحيط الصوتي دور بالغ التأثير لا في مزاج الإنسان ونفسيته فحسب، بل على الصعيد العضوي أيضا. ويشير مصطلح المحيط الصوتي إلى مجمل ما يتردد في البيئة من أصوات، سواء أكان طبيعي النشأة أو من صنع الإنسان، ويتحدد مدى الاستجابة لها، تقبلاً أو نفوراً، بالمستهدف من وراء إطلاق هذه الأصوات، وبدرجة تطابقها مع القيم السائدة في محيط البيئة.

وتطورت أنواع الأصوات المحيطة بالإنسان بعد الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر، وأطلق عليها مصطلح المحيط الصوتي الذي بات مادة دسمة لدراسات متزايدة أدَّت بدورها إلى اكتشافات وحقائق مدهشة تهم أضرار وأخطار الاستماع إلى مصادر الأصوات العالية.

فبالإضافة إلى الضوضاء المحيطة في الحياة اليومية، هناك العديد من الأصوات الأخرى كـ الموسيقى، والتلفزيون، والراديو، والبودكاست، وألعاب الفيديو، والمحادثات الهاتفية أو مؤتمرات الفيديو في المجال المهني – يتم التقاطها بواسطة الأذنين وغالباً ما يتم تضخيمها بواسطة سماعات الأذن أو خوذات الرأس.

ومن الإذاعات إلى الأغنيات مروراً بألعاب الفيديو والندوات الإلكترونية، تتعرض مسامع البشر يومياً إلى مصادر أصوات قد لا تكون عالية الجودة دائماً. في هذا الصدد، دعا باحثون وخبراء إلى البحث عن مصادر سمعية “جيدة” بدل تلك “العالية” للحدّ من اضطرابات السمع.

ويوضح كريستيان أوغونيه، مهندس الصوتيات والرئيس المؤسس لجمعية “لا سومين دو سون” التي تقوم بحملات لتوعية المجتمع بأهمية البيئة السمعية، “نعيش في حضارة ملأنا فيها الفضاء بضوضاء لا تنتهي أبداً”. والمشكلة تكمن في أنّ “معظم الأصوات المسجّلة كثيفة للغاية، بحيث يمكن سماعها فوق مستوى ضوضاء الخلفية في المدينة”.

ويؤكد أوغونيه، الذي تعمل جمعيته على إنشاء علامة “جودة الصوت” لمكافحة الضغط الزائد للصوت، أنّ موضوع التقنية المعروفة باسم “ضغط الصوت” التي تزامن ظهورها مع انتشار نسق “إم بي 3″، يعطي الانطباع بأن الصوت أفضل بكثير، بحيث إننا لم نعد نسمع الضجيج المحيط، ولكننا لا نعلم أنه يؤدي إلى سماعنا الأصوات بدرجة أعلى بكثير مما هي، مع “اختفاء وقفات صامتة” يتخللها الصوت في وضعه الطبيعي.

من جهة أخرى، يفيد البروفيسور بول أفان، رئيس مركز البحوث والابتكار في علم السمع البشري، بأن “هناك مظاهر للشيخوخة السمعية يمكن أن تظهر في وقت مبكر بعمر 30 أو 40 أو 50 عاماً. وفي هذه الحالات، تكون الضوضاء من أكثر الأسباب البديهية”.

ويحذر أخصائيون من أن كثيرين يفقدون سمعهم مع تقدم العمر والتعرض المفرط للضوضاء، مشيرين إلى أنّ فقدان السمع في منتصف العمر يشكّل أبرز العوامل القابلة للتصحيح المسبّبة للخرف.

وتجدر الإشارة إلى أن التعرض المفرط للأصوات ذات النوعية الرديئة أو ذات الكثافة المفرطة بإمكانه التسبب في حدوث ضرر دائم في الأذن، أو قد يؤثّر حتى على الجهاز الدماغي من خلال التسبّب بتدهور الخلايا العصبية السمعية.