محمد الصباغ … شيخ الرومنسية المغربية

- Advertisement -

عاش محمد الصباغ، أو جبران خليل جبران المغرب –كما يحلو للبعض وصفه – ، حياته في تطوان، متوحداًبالشعر، حتى بات شيخا للرومنسية المغربية، عاش للكلمةالصادقة وبطريقته الخاصة في التعبير، كأنه يقولهاللمرة الأولى؛ وعاش ما يقرب من نصف قرن من الكلمةالتي صدّر بها كتابه «شموع على الطريق»، إذ قال”سأغيب عن الحياة، دون أن أقول كلمتي. ذلك أشد مايؤلمني في حياتي». لقد قُلْتُ كلمتك كما يليق بكاتبإشكالي وخالد مثلك، يا محمد. قُلْتَها مثل طائر حُرّ كانيدق بأجنحته العظيمة خارج السرب. قُلْتَها صادقاًومخلصا. هكذا، صبغت روحنا المعاصرة برفيف أخيلةكلمتك التي لن تذبل في بستان أدبنا الإنساني حتّى تنصرف”.

وتخليدا للذكرى العاشرة على رحيله، ينظم يوم الخميس المقبل بمركب عبد الخالق الطريس بتطوان، لقاء ثقافي خاص بالشاعر الراحل «محمد الصباغ: تجارب في الكتابة والمعيش.

ويشهد هذا اللقاء الأدبي مشاركة كلّ من رضوان احدادو وعبد اللطيف شهبون ونجيب العوفي من أجل مساءلة المتن الشعري والسيري عن الشاعر محمّد الصباغ، بوصفه من شعراء جيل الستينيات في المغرب الشعري، ذلك إنّ أعماله الشعرية حظيت باستقبال كبير في ذلك الإبان، بعدما غدا صاحب رواية « اللهاث الجريح » معروفاً بالعديد من المدن المشرقية، بوصفه شاعراُ وناثراً مغربيّاً. رغم أنّ تجربته الشعريّة ظلّت الأهمّ في تجربته، مُستخدماً بذلك مُعجماً شعرياً بسيطاً يراه البعض امتداداً للحركات الشعرية التي بزغ نجمها في المشرق، حيث نعثر على تأثير كبير في شعره. سيما حين يتعلّق الأمر بنفسٍ رومانسيّ ظلّل سيرة جيلٍ بأكلمه، بعدما غدت الرومانسية عقيدة شعريّة لا مفكّر منها في بناء وتأسيس شعريّ الذات، بكلّ ما يطالها من تحوّلات وتغيّرات.

ومن المعروف أنّ صاحب «شجرة النار» و«أنا والقمر» و «شلال الأسود» كان يُجيد اللغة الإسبانية، ما جعل بعضاً من أعماله الشعريّة تُنقل منذ السبعينيات إلى لغة سيرفانتيس ويحتفي بها كتّاب تلك اللّغة. مع العلم أنّ حضوره الصباغ اليوم داخل المَشهد الشعري يبدو مُغيّباً بسبب هيمنة قصيدة النثر مع وجوهها الجديدة الأكثر تعلّقاً بالواقع وانخراطاً في أحواله وشؤونه.

يقول الكاتب اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة في مقدّمة رواية « اللهاث الجريح » إنّ محمد الصبّاغ « كاتب تتفجر عواطفه وأفكاره من شق قلمه عنيفة، صاخبة، ولذلك تراه يكتب العادي والمألوف من قوالب البيان. إذا نظم فبغير وزن وقافية كما تشهد مجموعته الشعرية المترجمة إلى الإسبانية «شجرة النار». وإذا نثر كسا مفرداته وعباراته حللا من الألوان بين زاهية وقاتمة، ثمّ أطلقها تدرج على أوتار تعددت مفاتيحها وتنوعت قراراتها».

نشير إلى أن الشاعر محمد الصباغ  ولد عام 1930في مدينة تطوان. أنهى دراسته حتى الثانوية بمدينة تطوان, ثم حصل على دبلوم الدراسات المكتبية من مدريد 1957، عمل بالصحافة رئيسا لتحرير عدد من المجلات, وملحقاً بوزارة الدولة للشئون الإسلامية 1961, ورئيساً لقسم الدراسات العربية, ولقسم الآداب بوزارة الثقافة, ومديرًا لديوان وزير الشؤون الثقافية 1981 ورئيساً لقسم المكتبات بنفس الوزارة. عضو مؤسس لاتحاد كتاب المغرب. دواوينه الشعرية: العبير الملتهب 1953- شجرة النار 1954- اللهاث الجريح 1955- أنا والقمر 1956- شلال الأسود 1956- فوارة الظمأ 1961- عنقود وندى 1964- شموع على الطريق 1968- نقطة نظام 1970- شجرة محار 1977- كالرسم بالوهم 1977- تطوان تحكي 1979 – العلاّل 1985- رعشة 1988,بغدادات 1991 , دفقات 1995, أطالب بدم الكلمة 1995.أعماله الإبداعية الأخرى: كتب مجموعات في قصص الأطفال منها: عندلة ..مجموعة قصص, بسمة للأطفال 1975- أريج الكلام 1982- أزهار بحيرة 1987. حصل على جائزة المغرب في الآداب 1970, وعلى وسام الاستحقاق الفكري الإسباني 1986.