تابوت رمسيس الثاني يعود إلى العاصمة الفرنسية باريس

- Advertisement -

بعد أربع سنوات من معرض في باريس عن توت عنخ آمون، تستعد قاعة “جراند هال دو لا فيليت” في باريس لاستضافة معرض متنقل، من 7 أبريل إلى 6 من شتنبر 2023، يحتفي بذكرى رمسيس الثاني وفنون صياغة الذهب خلال الأسرتين التاسعة عشر والعشرين في القرنين الثالث عشر والحادي عشر قبل الميلاد.

ويشكّل هذا المعرض، حسب وصف مستشارته العلمية عالمة المصريات بينيديكت لواييه، حدثاً استثنائياً ونادراً جداً ومذهلاً. فباريس ستكون المدينة الأوروبية الوحيدة التي تستضيف هذا المعرض، والأهم أنها المدينة الوحيدة التي تعرض تابوت رمسيس الثاني، بفضل تعاون غير مسبوق بين فرنسا ومصر.

وكان معرض توت عنخ آمون الذي أقيم في باريس عام 2019، قد استقطب أكثر من 1,4 مليون زائر، ويتوقع أن يكون الاهتمام مماثلاً بالمعرض الجديد الذي يتناول حياة رمسيس الثاني الذي تُطلق عليه غالباً تسمية “ملك الملوك” وأحياناً “ملك الشمس”: وهو من فراعنة الأسرة التاسعة عشرة.

وأوضحت لواييه أنه “الفرعون الذي حكم أطول مدة (66 عاماً)، والذي كانت إحدى زوجاته أجمل امرأة في العالم “نفرتاري” والتي تعني “الأجمل”. وتعود آخر “زيارة” لرمسيس الثاني إلى فرنسا إلى عام 1976. ويومها، أسندت إلى علماء فرنسيين مهمة إنقاذ المومياء التي غزاها العفن والفطريات.

ويقام المعرض في باريس بعد محطتين في الولايات المتحدة وأسترالياً، ووفّر المنظمون في العاصمة الفرنسية كل الوسائل له، من موسيقى خلفية وسينوغرافيا أنيقة ووفرة في القطع من تماثيل وحلي… ويتيح تالياً انغماساً في أكثر من ثلاثة آلاف سنة من التاريخ.

وسيكون في إمكان الزوار الاطلاع على ما مجموعه أكثر من 180 قطعة أصلية، بعضها لم يعرض يوماً خارج مصر.

وتشكّل زيارة مقبرة رمسيس الثاني الجانب الأهم من المعرض، علماً أن مساحة المقبرة الأصلية كانت تبلغ 820 متراً مربعاً قبل أن تتعرض للنهب بالكامل في عهد رمسيس التاسع.

وجهّز منظمو المعرض الجناح الذي أقيمت فيه المقبرة بقطع ثمينة (كالأقنعة والحلي وسواها) تعود إلى مقابر أخرى وخصوصاً تلك التي كانت مخصصة للأميرات المصريات، ومن بينها مثلاً قناع من نعش الملك أمينموبي.

ولم توضع المومياء إلا بعد وقت طويل في التابوت المعروض الذي بقيت فيه أكثر من 2800 عام. وقالت لواييه إن “رمسيس الثاني تغلب على الزمن. وهو، مثل توت عنخ آمون، أصبح خالداً”.

يشار إلى أن رمسيس الثاني استمر حكمه قرابة 60 عاماً وتوفي عن عمر يناهز التسعين عاماً.  وتم اكتشاف مومياء رمسيس الثاني، ابن سيتي الأول، مع مومياوات ملكية أخرى في مخبأ في الدير البحري عام 1881. يعرف  هذا الفرعون أيضاً باسم رمسيس الكبير، وكان من أشهر الفراعنة المصريين بسبب حملاته والعديد من المعالم الأثرية.

 وبسبب المعارك العديدة التي خاضها، ظهر على جسد رمسيس أدلة على شفاء إصابات والتهاب المفاصل وتصلبت شرايينه وكان مصاباً بعدوى أسنان كبيرة ونُقل جثمان رمسيس الثاني جوًا إلى باريس عام 1974 لتلقي العلاج من عدوى فطرية.