النساء العاملات في رمضان: التوازن بين المسؤوليات المهنية والأعمال المنزلية

- Advertisement -

النساء العاملات

خلال شهر رمضان المبارك، يظهر إيقاع جديد للحياة اليومية، كما تتغير الأنماط الغذائية، وتتقلص ساعات النوم، مما يؤثر بشكل تلقائي على إنتاجية الشخص الصائم.

وواقع الأمر، أن هذا التغيير تشعر به بشكل مضاعف النساء العاملات، اللائي يجدن أنفسهن مضطرات لإيجاد التوازن الصحيح بين المسؤوليات المهنية والمهام المنزلية خلال هذا الشهر المبارك.

وبالفعل، فإن هذا الشهر الفضيل يشكل فترة تغيير جذري في عادات وأسلوب حياة المغاربة، لذلك فإن التحضير الجيد ضروري، خاصة بالنسبة للنساء العاملات اللائي يبذلن قصارى جهدهن لتنظيم وقتهن من أجل تحضير مائدة الإفطار والسحور.

وغالبا ما تجد المرأة العاملة نفسها خلال هذا الشهر، تحت ضغوط الالتزامات العائلية والمهنية، ما يجعلها تبذل مجهودات كبيرة من أجل تلبية كافة الطلبات.

ومع اقتراب شهر رمضان من نهايته، شاركت مجموعة من النساء من مختلف الآفاق تجاربهن المتعلقة بتدبير هذا الشهر الفضيل، ومدى نجاحهن في الموازنة بين مسؤولياتهن المهنية والأعباء المنزلية.

ففي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت دنيا، وهي صحفية، أنها تقوم بالتسوق خلال عطلة نهاية الأسبوع، مبرزة أن ذلك “يجنبني الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة الاقتصادية في فترة الزوال بعد مغادرة الموظفين لمقرات عملهم”، مشيرة إلى أنه يتيح لها أيضا تدبير بشكل أفضل جدول أعمالها الذي “يشهد الكثير من التغييرات”.

وحسب دنيا، فإن كون المتاجر والمحلات تفتح خلال النهار وبعد الإفطار أمر مفيد للغاية، مؤكدة أن التنظيم الجيد يسمح لها بإيجاد شكل من التوازن خلال هذا الشهر المميز بين مسؤولياتها المهنية والأسرية.

وقالت ” أقوم بالطبخ مرة كل يومين وأجهز ما يكفيني لمدة يومين، وهو ما يمكنني من الاستراحة والاستفادة من وقتي بشكل أفضل”.

من جهتها، قالت لينا، خبيرة قانونية بمكتب استشاري، إنه خلال هذا الشهر الفضيل، الذي يتسم بتغير في عادات النوم وانخفاض الطاقة وساعات الصيام الطويلة، فإنه ليس من السهل دائما الحفاظ على الأداء الجيد والإنتاجية في العمل.

وأكدت أن ” الشيء الأساسي بالنسبة لي هو محاولة إيجاد التوازن الصحيح لتجنب الإرهاق والمحافظة على أداء جيد أثناء العمل”.

وأضافت أن الشيء نفسه ينطبق على التسوق، الذي يجب التخطيط له مسبقا من أجل تجنب الازدحامات وطوابير الانتظار الطويلة في المحلات الكبرى وكذلك الاستهلاك الزائد.

وأبرزت أنه خلال رمضان يجب أيضا تنظيم الوقت والأولويات من أجل تخصيص الوقت للعبادات والتقرب من الله عز وجل والاستفادة من الأجواء الروحانية التي تميز هذا الشهر الفضيل، مشيرة إلى أن سر قضاء رمضان في أفضل الظروف يكمن في التنظيم الجيد من أجل التوفيق بين العمل والصيام والمسؤوليات المنزلية والعبادات.

وأشارت لينا إلى أن أحد مفاتيح الحفاظ على الطاقة طيلة هذا الشهر هو اتباع أسلوب حياة صحي، بما في ذلك ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن، موضحة أن الأمر يتعلق أيضا بالاستفادة من ساعات نوم كافية.

من جانبها، قالت سامية، مهندسة دولة، إنها بدأت الاستعدادات قبل حلول هذا الشهر المبارك، موضحة أنه باعتبار ساعات العمل التي تشتغلها، فإنها تفضل إعداد مجموعة من الأطباق مسبقا والاحتفاظ بها، مفضلة مبدأ “الطهي الدفعي”.

وأبرزت هذه السيدة الأربعينية أنه “من أجل العشر الأوائل من رمضان ، قمت بشراء وتجميد كل ما يمكن تجميده، ما سهل علي إعداد مائدة الفطور لانني أتوفر على كل ما أحتاج إيه”.

وأضافت أن “شهر رمضان هو فرصة للالتقاء مع العائلة والتركيز على الأساسيات. لذلك أنا أنظم نفسي لإيجاد توازن بين الحياة المهنية والشخصية، ولا سيما الحصول على ساعات نوم كافية. وبما أن أطفالي ما يزالون في سن صغير، فأنا لا أبقى مستيقظة كثيرا في الليل”.

إذا كان التوفيق بين النشاط المهني والأعمال المنزلية صعبا خلال شهر رمضان، فمن الواضح ، وفقا لهذه الشهادات ، أن التنظيم والتدبير الجيد للوقت يظلان مفتاح النجاح لكل امرأة عاملة، التي يجب أن تتحلى بشجاعة وصبر كبيرين، لكي تستطيع أداء هذه المهمة المزدوجة التي تبعد كل البعد عن السهولة.: التوازن بين المسؤوليات المهنية