الرباط: “أسبوع اللغة الإسبانية بالمغرب”

- Advertisement -

تتواصل بالرباط فعاليات “أسبوع اللغة الاسبانية بالمغرب” في نسخته السابعة، والذي ينظم بمبادرة من سفارات الدول الناطقة بالإسبانية في المغرب، من أجل التعريف بالأدب والثقافة الإسبانية والأمريكية اللاتينية.

ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي يستضيفها معهد ثيربانتيس بالرباط إلى جانب مؤسسات أخرى على مدى خمسة أيام، ندوات ومعارض ومسرحيات وحفلات موسيقية، تنظمها مختلف السفارات بهدف تقريب الشعب المغربي من واقع كافة البلدان التي تجمعها اللغة الإسبانية.

وشهد افتتاح التظاهرة قراءة مقتطفات من “دون كيشوت”، تلاه افتتاح معرض حول أعمال الكاتب المكسيكي خوان رولفو، في ما ستنظم مساء مائدة مستديرة حول “الوضع الراهن للغة الإسبانية بالمغرب”.

كما شهدت هذه الفعاليات مناقشة موضوع “اللغة الإسبانية في إفريقيا.. حالة غينيا الاستوائية على الساحة الدولية”، وعرض عمل “الحياة البئيسة لخوانيتا ناربوني”، وهو تكييف مسرحي لرواية الكاتب أنخيل باسكيث المزداد بطنجة.

وتخلل هذه المناقشات والموائد المستديرة والعروض تكريم الكاتب الشيلي خورخي إدواردز،  المتوفى مؤخرا، والذي يعتبر أحد رموز الأدب الإيبيري-الأمريكي، من طرف الكاتب كريستوبال بيريز بارا، لتختتم فعاليات هذه التظاهرة يوم الجمعة 12 ماي بعرض موسيقي لكورال مدرسة “ميراسييرا” بمدريد.

وفي هذا الصدد، أوضح خوصي ماريا مارتينيز الونصو، مدير معهد ثيربانتيس بالرباط، أن تنظيم هذه التظاهرة من طرف سفارة الدول الأربعة عشر الناطقة بالإسبانية يهدف إلى التعريف بمؤهلات هذه اللغة والفرص التي تتيحها للمغاربة، مبرزا أن لغة ثيربانتيس تعد “مكونا عضويا في الثقافة المغربية”.

وأشار  مارتينيز الونصو إلى أن علماء اللغة الاجتماعيين يتوقعون أن تصبح الولايات المتحدة ثاني بلد ناطق بالإسبانية في أقل من أربعين عاما، مشيرا إلى أنها تعد حاليا اللغة الأم لما يقرب من 600 مليون شخص في العالم، واللغة الأم الثانية بعد المندرينية الصينية.

من جانبه، استعرض المؤرخ والباحث اللغوي، والمترجم المتخصص في الدراسات الإسبانية و عضو مراسل للأكاديمية الملكية للغة الإسبانية، الحسين بوزينب، التفاعل الحاصل بين اللغات المتداولة في الجزيرة الايبيرية وفي المغرب، مبرزا الانصهار بينهما.

وأوضح بوزينب، في هذا الصدد، أن اللغتين الاسبانية والبرتغالية كانتا في مرحلة معينة تكتبان بحروف عربية في ما كان يطلق عليه آنذاك ب”اللغة العجمية”، في حين كانت الأمازيغية جسرا انتقلت من خلاله كلمات عربية إلى الإسبانية.

أما عبد الرحمان الفاتحي، الشاعر والأستاذ الجامعي، فاعتبر اللغة الاسبانية “جزءا من هويتنا المغربية”، مبرزا حضور المغرب في أدب ثيربانتيس.

هذا، ويتيح هذا الأسبوع الاستمتاع بأنشطة هذه التظاهرة بالمجان في حدود الأماكن المتاحة، سيما أن فعالياتها تنقل على شبكات التواصل الاجتماعي لمراكز معهد ثيربانتيس بالمغرب، وكذا على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بالسفارات المنظمة للتظاهرة (الأرجنتين، كولومبيا، كوبا، الشيلي، السلفادور، إسبانيا، غواتيمالا، غينيا الاستوائية، المكسيك، بنما، الباراغواي، البيرو، جمهورية الدومينيكان، وفنزويلا).

ويعد أسبوع اللغة الإسبانية بالمغرب مبادرة انبثقت عن التعاون القائم بين سفارة إسبانيا ومعهد ثيربانتيس بالرباط، وسفارات الدول الناطقة بالإسبانية المعتمدة في المغرب. ويتعلق الأمر بسفارات دول الأرجنتين وشيلي كولومبيا وكوبا واسبانيا وغواتيمالا وغينيا الاستوائية والمكسيك وبنما وباراغواي وبيرو ودومينيكان وسالفادور وفينزويلا.

يذكر أن اللغة الإسبانية، التي تعتبر اللغة الأم الثانية في العالم بما لا يقل عن 595 مليون ناطق بها، تعد بوابة على ثقافات جد غنية ومتنوعة، وجسرا للتواصل والتجارة والتعليم والسياحة والرياضة في 21 بلدا في عدة قارات.