أعلنت المنظمة الدولية للهجرة فوز إيمي بوب بمنصب المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، لتتولى مهامها في الفاتح من أكتوبر المقبل.
وبعد أن استفادت من دعم كبير من الإدارة الأميركية للرئيس جو بايدن، أصبحت إيمي بوب، الاثنين، أول أمرأة تتولى هذا المنصب، ووعدت بتحديث هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة للنهوض بشكل أفضل بالتحديات التي يشكلها التغير المناخي.
وكانت بوب، نائبة المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، تنافس المدير العام الحالي للمنظمة البرتغالي أنطونيو فيتورينو الذي كان مرشحا لولاية ثانية على رأس المنظمة التي كان يتولى فيها هذا المنصب منذ 2018. لكنه سحب أخيرا ترشحه بعد دورة أولى من التصويت بالاقتراع السري أظهرت تقدما كبيرا لمنافسته.
وإثر فوزها، أعربت بوب عن استعدادها للعمل مع جميع الدول الأعضاء والشركاء الدوليين لإطلاق الفرص التي توفرها الهجرة الفعالة والمنظمة والإنسانية، معتبرة أن التحدياتالتي تنتظرها كبيرة جدا لدرجة أنه لا يمكن البقاء على الوضع القائم.
عندما أعلنت أيمي بوب ترشحها أكتوبر المنصرم شكل ذلك نوعا من صدمة، فالترشح غير المعتاد لشخص كان يتولى منصب المسؤول الثاني ضد مدير المنظمة أثار أيضا خلافات شديدة يجب العمل على تهدئتها.
في هذا الصدد، شدد دبلوماسي أوروبي على أن الخطوة لم تعتبر قرارا وديا، معربا عن أسفه لمعركة انطوت على مؤشر سيء، في وقت ينبغي فيه على الولايات المتحدة والدول الأوروبية أن تظهر جبهة موحدة على الساحة العالمية.
من جهة أخرى، صرحت ميغن برادلي الاستاذة في جامعة ماكغيل في مونتريال والمتخصصة بالمنظمة الدولية للهجرة، أن العادة تقوم على إعطاء ولاية ثانية للمدير العام لكن الولايات المتحدة تريد أيضا الدفع إلى احترام “تقليد قديم وهو تقديم مرشح لها إلى منصب المدير العام”.
هذا، وعقب فوز بوب، صرح أنطونيو فيتورينو وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء البرتغالي السابق البالغ 66 عاما، أن كل الذين سبقوه على مدى 70 عاما تولوا منصبهم لولايتين، مؤكدا أنه لا يرى أي سبب ألا تتبع ولاية أولى ناجحة ولاية ثانية.
تولى أنطونيو فيتورينو إدارة المنظمة في العام 2018، ليصبح ثاني شخص غير أميركي يتولى هذا المنصب، وفاز بالتزكية بعدما رفضت الدول الأعضاء مرشح دونالد ترامب المتهم بمناهضة المسلمين وبإنكار حقيقة التغير المناخي.
ويفيد مراقبون أن أداء أنطونيو فيتورينو كان جيدا على رأس منظمة تتوسع وباتت تضم راهنا نحو 19 ألف موظف وتضاعفت ميزانيتها تقريبا منذ 2018 لتصل إلى حوالى ثلاثة مليارات دولار العام الماضي.
في المقابل، تتمتع أيمي بوب بمسيرة طويلة في مجال الهجرة وخبرة واسعة في إدارة الكوارث خصوصا في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك اوباما وبدعم على أعلى المستويات. وقد بدأت عملها في المنظمة قبل سنة ونصف سنة فقط.
ونجحت الولايات المتحدة، في النهاية، من إيصال مرشحتها الى منصب المدير العام، حيث أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن خبرته خلال العمل مع بوب أظهرت أنها قادرة على تعبئة المنظمة العالمية للهجرة وأعضائها بفاعلية للاستجابة لتحديات الهجرة المتنامية، مضيفا بأنها الشخص المناسب للمنصب”، متوجا بذلك حملة دعم بارزة للخارجية الأميركية.