بحيرات العالم مهددة بالجفاف

- Advertisement -

على مر الأزمنة والعصور، كانت البحيرات تشكل مصدرا يحصل من خلاله الإنسان على المياه أو الأسماك، أو بيئة تعيش فيها الكائنات المائية، كما كانت تشكل مناطق لجذب السياح، لكن اليوم، يبدو أن كل هذه المميزات قد ذهبت مهب الريح، وأن جل بحيرات العالم باتت مهددة بالجفاف، ما له تبعات وخيمة، لأنها توفر للمجتمعات والإنسانية شريان الحياة، ومع ذلك فهي لا تحصل على الاحترام الذي تستحقه.

في هذا الصدد، نشرت مجلة “ساينس” العلمية الأمريكية المرموقة دراسة جديدة تفيد أن كمية المياه تتقلص في أكثر من نصف بحيرات العالم وخزاناته، وهو اتجاه يهدد هذا المصدر الحيوي للمياه العذبة ويُعزى إلى حد كبير إلى الاحتباس الحراري والإفراط في استخدام البشر له.

وحسب الدراسة، فإن ربع سكان العالم تقريبا يعيشون في مناطق تعاني بحيراتها من الجفاف أو تتبخر المياه في سدودها.

وتغطي البحيرات حوالى 3% من سطح الأرض، لكنها تمثل 87% من المياه العذبة السائلة عليها. وهي تُستخدم للاستهلاك البشري أو الزراعة أو حتى لإنتاج الكهرباء.

وأكد خبراء بيئيون، في هذا السياق، أن عددا متزايدا من البحيرات في العالم تجف بسرعة كبيرة، لأسباب منها إساءة استخدام المياه والتغير المناخي.

وكشفت صور صادمة التقطت من الأقمار الصناعية، أن بحيرات مثل بحر “آرال” في أوزبكستان وبحيرة “أورمية” في إيران والبحر الميت بين الأردن وفلسطين وإسرائيل، تصبح أصغر وأصغر كل عام.

وبخصوص هذا الشأن، تؤكد خبيرة البحيرات والباحثة في معهد كاري في نيويورك، ليزا بور، إحدى المشاركات في إعداد هذه الدراسة، أن التدخل البشري السيء وراء ظاهرة انكماش البحيرات، مضيفة أن البحث المستفيض بشأن أسوأ هذه الكوارث، يظهر أن السبب الأساسي هو تحويل مجاري المياه أو سوء إدارة مصادر المياه ما يحرم البحيرات من الكميات الكافية لها.

واعتبرت أن التغير المناخي يمكن أن يفاقم المشكلة، مشيرة إلى أن كل البحيرات حول العالم، باستثناءات قليلة، ترتفع درجة حرارتها.

يذكر أن هناك دراسات سابقة عاينت جفاف وتدهور حالة البحيرات الكبرى بشكل منفرد. لكن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها التي تقدم عرضًا تفصيليًا للاتجاهات العالمية وأسباب التغييرات المرصودة، وذلك بفضل أرصاد الأقمار الاصطناعية.