“أنطولوجيا” أصوات نسائية مغربية شابة باللغة الفرنسية

- Advertisement -

عرضت بأكاديمية المملكة المغربية بالرباط مختارات للكتابات النسائية باللغة الفرنسية، صدرت عن منشورات “الفنك”، بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج. وتمثل هذه النصوص الأدبية أصواتا نسائية مغربية شابة، يربطها مجلد “الأنطولوجيا” بمرحلة لاحقة على “طلائع الكتابة المغربية بتعبير فرنسي: أحمد الصفريوي، إدريس الشرايبي، محمد خير الدين، الطاهر بنجلون، عبد اللطيف اللعبي…”، حيث ظهر عدد من الروائيين، المزدادين في بلدان الهجرة، في العقود الماضية.

هذه الكتابة التي تُنُبّئ لها بالاندثار بعد الاستقلال، تجددت وتأنّثت (…) بسبب قوة العلاقات مع فرنسا خاصة، ومع أوروبا عامة، والتحولات المرتبطة بالهجرة المغربية؛ حيث يقطن خمسة ملايين مغربي خارج البلاد، وتجذّر الأجيال الأولى المهاجرة، وبزوغ أجيال جديدة، وتمثيل النساء نصف الجالية بالخارج، وتطور الهجرة الطُّلّابية”.

في هذا السياق، صرح عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، أنه كان من بين المراقبين الذين أدلوا بدلوهم بعد الاستقلال حول مستقبل هذه الكتابة بتعبير فرنسي، قبل أن يجنح للصمت حول مآل هذا الأدب، وينشغل بمواضيع أخرى.

وعلى الرغم من أن رأيه قبل ما يقرب من ستين سنة كان يصب في ألا تجديد في الأدب المغربي بتعبير فرنسي، إلا أنه عاد اليوم ليقول: “هذا الأدب الذي كان محاكَما بعد الاستقلال، له تجديد هو أنتم، ومغاربة الخارج؛ فمن يكتبون خارجا يستطيعون أن يمكّنونا من فهم ما صِرناه داخلا”.

من جهتها، تحدثت الناشرة ليلى الشاوني عن الطبعة المغربية لهذه المختارات، حيث أشارت إلى أنها تضم بين جنباتها تعددا في الأصوات النسائية، من عشر ثقافات مختلفة، تهتم بـ”الوضع النسائي، والرهانات الاجتماعية، والتجارب الذاتية”، مقدمة “حساسيات، وأبعادا ومخيالات، غنية ومحرّكة تنتظر إذهالنا وإمتاعنا”.

بدوره، أكد إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أنه عبر الثقافة يمكننا إعادة تجديد وتأسيس العلاقة بين الجماعات المغربية بالخارج والمغرب”، وأضاف: “الأدب يقول لنا حول نفسنا أكثر مما تقوله العلوم الإنسانية”.

وأوضح اليزمي أنه لا يفضل استعمال مصطلح “الهجرة” الذي لم يعد يعكس الواقع الإنساني الذي نعيشه اليوم”، قال إن المغاربة المقيمين بالخارج “يتحدثون كل لغات العالم، مثل الفرنسية بسبب التاريخ وحجم مغاربة الخارج ديمغرافيا، لكن المغاربة، والمغربيات وهذا هو الأساس، يكتبون بالإيطالية، بالإسبانية، بالإنجليزية، بالألمانية، بالهولندية، بالفلامانية…”.

وهذا “التعدد في الحضور الجغرافي، ليس جغرافيا فقط”، بل هو، وفق المتدخل، “اتساع في مخيالنا؛ المخيال المغربي يتغذى وسيتغذى من هذا الواقع الجديد المذهل (…) لا نتحدث مع نفسنا فقط، بل عبر مبدعين يتحدث المغرب مع العالم بأسره”، وهذا “لقاءٌ يمكن أن يجعلنا أكثر تفاؤلا وأكثر تقدما”.