ورشة للرسم بالمعرض الدولي للكتاب لطفل من ذوي الهمم

- Advertisement -

الأمل والاجتهاد والكفاح وتحدى الظروف كلها مصطلحات استطاع أن يقدمها الطفل زكرياء الذي لم يتمم الرابعة عشر ربيعا بعد. ابن مدينة تاهلة، الذي تحدى إعاقته الحسدية، وشق طريقه في عالم الرسم لتحقيق حلم احتراف مجال التشكيل، ليثبت للعالم أن الإبداع ليس له حدود ولا يعوقه أي عائق مهما كان.

لم تَحُل إصابته بمرض الفشل العضلي العام بينه وبين صقل موهبته في الرسم وتشكيل لوحات أثارت إعجاب زوار رواق وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.

وفي إطار انفتاح وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة على الفئات الهشة، أطر هذا الطفل من ذوي الهمم  ورشة للرسم برواق الوزارة، قصد إبراز موهبته الفنية التي اكتسبها وصقلها وتقاسمها مع الحضور.

واعتبر الطفل زكرياء أن تأطيره لهذه الورشة كان بمثابة حلم تحقق اليوم، معربا عن تطلعه إلى تنظيم ورشات محلية ووطنية للرسم، لتأطير الأطفال من ذوي الهمم خاصة والأطفال بصفة عامة، لصقل مواهبهم وتلقينهم أبجديات فن الرسم.

وفي رده عن سؤال حول بداياته في مجال الرسم، أوضح زكرياء أن فن التشكيل هواية عشقها منذ نعومة أظافره، كما أن علاقته بأستاذه في الرسم، العربي، جعلته يصقل موهبته التي أصبح أكثر إتقانا لها، ويود تطويرها ليصبح فنانا محترفا، بالإضافة إلى الدعم العائلي الذي لقيه.

وأكد أن هذا الدعم يجعله لا يشعر بالنقص تجاه إعاقته، بل يعتبر الأمر حافزا له لتحقيق أحلامه التي تكبر معه يوما بعد يوم.

من جهتها، تؤكد سعاد، أم الطفل زكرياء، أن ابنها مولع بفن الرسم ويتقن هذه الموهبة ويطورها باستمرار، مشيرة إلى أنه يطمح لأن يصبح رساما محترفا، ومؤطر مختصا في هذا المجال.

وعن اكتشاف العائلة لموهبة ابنها، لفتت إلى أن طفلها كان دقيق الملاحظة منذ الصغر وكان يرسم بشكل مستمر، حيث كان يطلب الأوراق والأقلام أيا كان نوعها، ليرسم عليها، لتجسيد أفكاره، والتعبير عما يخالج صدره، مضيفة أنه بعد اكتشاف موهبة الرسم عند زكرياء، عملت الأسرة على توفير معدات الرسم من ملونات وفرشات وصباغة وأوراق مخصصة للرسم، إضافة إلى تسجيله قصد متابعة دراسته مع أستاذ متخصص في الرسم لصقل موهبته، مؤكدة أنه أصبح بفضل هذا التأطير يرسم لوحات فنية احترافية.

وأكدت سعاد أن ممارسة زكرياء لهوايته في الرسم أمر يساعده في التواصل مع أصدقائه وتقبل الآخرين، إلى جانب حصوله على مراتب مشرفة ونقط عالية في تحصيله التعليمي، معتبرة أن ذكاءه وموهبته في رسم اللوحات الفنية ينطبقان أيضا على دراسته.

لقد أثبت زكرياء أن الإعاقة ليست أبدا إعاقة الجسد أو الحواس، وإنما هي إعاقة الروح والإرادة. وأن الإرادة -بدون أي مبالغة- هي الشيء الوحيد الذي قد يعوّض أي شخص ما فقده من أطراف أو حواس، والسلم الوحيد لتمكينه ليحيا حياة طبيعية أولا، ثم حياة مليئة بالإنجازات والإنتاج الذي قد يعجز عنه الأصحاء طوال أعمارهم.