رشيد يزمي: لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعوض الكفاءة البشرية

- Advertisement -

رشيد يزمي
في إطار فعاليات الدورة الـ 28 من المعرض الدولي للنشر والكتاب التي اختتمت اليوم بالرباط، شارك المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي برواق خاص يحتضن مجموعة من الندوات والأنشطة.

         ومن بين الأنشطة التي احتضنها رواق المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ندوة فكرية للبروفيسور رشيد يزمي، المهندس والمخترع العالمي، والمتخصص في الطاقات المتجددة.

رشيد يزمي، الملقب بـ “أبو البطاريات”، ولد سنة 1953 بالعاصمة العلمية فاس  بالمغرب. ولج معهد غرونوبل للتكنولوجيا بفرنسا عام 1978، وأنجز أطروحة الدكتوراه في علم المواد حول دمج الليثيوم بالغرافيت. فاز بجائزة “شارلز ستارك درابر” سنة 2014 من الأكاديمية الوطنية للهندسة بواشنطن،  وحصل على وسام جوقة الشرف في فرنسا، وفي نفس السنة وشحه جلالة الملك محمد السادس بوسام الكفاءة الفكرية.

         الندوة، التي أطرها عضو المجلس الأستاذ صلاح الوديع، كانت بعنوان “المدرسة الجديدة وتحديات التحول الطاقي والذكاء الاصطناعي”.

         مجلتكم “فرح” اغتنمت انعقاد هذه الندوة واستقت لكم مجموعة من الإجابات حول الذكاء الاصطناعي والسيارة الهيدروجينية وغيرها من التساؤلات.

         وبخصوص التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي اجتماعيا، في ظل توقعات سيطرته على بعض المهن، يرى مخترع بطارية الليثيوم القابلة للشحن أن هناك فرص عمل جديدة وفرص عمل قديمة، مشددا على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه تعويض الإنسان في عدد من المهن والحرف.

         وضرب اليزمي المثل بالأسواق الممتازة التي وبالرغم من أنها أدخلت العصرنة في عملية الاستخلاص والأداء إلا أنها لم تستغن عن اليد البشرية العامل، مضيفاً بأن الذكاء الاصطناعي لا يهدد الإنسانية، بل ما يهددها هو التلوث وارتفاع الحرارة.

         وبشأن الانتقال والتطور الطاقي، قال أبو البطاريات إن 52 بالمئة من الطاقة في المغرب ستكون متجددة، أي أكثر من النصف وربما أكثر، إذ من المتوقع الوصول إلى 8 جيغا واط.

         وفي ذات السياق دعا اليزمي إلى الاستثمار في الثروة البشرية، مطالبا بتقدير النوابغ، مشددا على ضرورة الاستثمار في الشباب العبقري وتخصيص جوائز وطنية للاحتفاء بهم، والاعتراف بهم قبل أن تعترف بهم بلدان أجنبية.

         كما دعا الشباب للقراءة والابتعاد ما أمكن عن الشاشات والهواتف والتقليل منها، معتبرا أن الكتاب يجب أن يكون وسيلة يعود إليها الشاب وينغمس في قصته، مشددا على أن الكتاب أفضل من المسلسلات التلفزية، لأنه يمكنك من الاختيار بنفسك، مطالبا بتيسير ولوج الشباب للمكتبات العمومية.

رشيد اليزمي

         وعاد العالم المغربي بذاكرته لزمن دراسته حيث قال إن الأستاذ كان يمنحه وزملاءه كتابا كل أسبوع، بمعدل ما يقارب 100 كتاب يتبادلونها فيما بينهم، وذلك لتشجيعهم على القراءة.

         كما تطرق رشيد يزمي في حديثه إلى سيارة الهيدروجين، حيث قال إن الهيدروجين يجب استخدامه من مكان صنعه ولا يمكن أخذه من الصحراء إلى الشرق مثلا، لأن ذلك سيكون مكلفا ولابد أن يكون سائلا ومحفوظاً في درجة تصل إلى ناقص 253 درجة حرارية، أما الخزان الخاص به فلابد أن يكون الضغط داخله بمستوى 700 مرة.

         ويرى اليزمي أن الاعتبارات السابقة ستقلل الاستفادة من الهيدروجين، خاصة وأن سعر الكيلو غرام حاليا يصل إلى 10 دولارات، مشددا على أن للاستفادة منه يجب أن يصل على الأقل ثمنه إلى دولارين للكيلوغرام الواحد.