أسماء المدير تتوج بالجائزة الكبرى لمهرجان سيدني السينمائي

- Advertisement -

بعد تتويجها بجائزتي أفضل مخرجة في مسابقة “نظرة ما” و“العين الذهبية” للدورة الـ 76 لمهرجان “كان” السينمائي، حصلت المخرجة المغربية أسماء المدير على الجائزة الكبرى لمهرجان سيدني السينمائي الـ70، عن فيلمها الوثائقي “كذب أبيض”.

وعبرت أسماء المدير، أثناء تسلمها الجائزة في الحفل الختامي للمهرجان، عن سعادتها وفخرها بالتقدير الذي ناله الفيلم في مهرجان سيدني، وهو المحطة الثانية لعرض “كذب أبيض” بعد “كان”، مشيرة إلى أن الاشتغال على “كذب أبيض” تطلب منها جهدا ووقتا تجاوز 10 سنوات من العمل لنسج حكاية إنسانية تنطلق من أحداث واقعية.

وقالت المخرجة أسماء المدير “إن هذا الإنجاز كان يعتبر بعيد المنال حين بدأت الاشتغال على الفيلم قبل عشر سنوات، واليوم بدأت أقطف ثماره”.

وأضافت أن الهدف كان واضحا، وهو “الوصول بهذا المشروع إلى أعلى المراتب، وأولها هو ما حصل بانتقاء الفيلم في أحد أكبر المهرجانات السينمائية في العالم، فأن يعرض فيلمك في مهرجان كان هو حلم كل مخرج عبر العالم”.

هذا ويحكي فيلم «كذب أبيض» قصّة شابّة « تعود إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر. في منزل عائلتها، بدأت في فرز كل أغراض طفولتها. في لحظة معينة ترى صورة: أطفال يبتسمون في ساحة روضة الأطفال. على حافة الإطار، هناك فتاة صغيرة تجلس على مقعد وتنظر إلى الكاميرا بخجل. إنها الصورة الوحيدة لطفولتها، الذكرى الوحيدة التي يمكن أن تعطيها والدتها لها. لكن أسماء مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في هذه الصورة. على أمل أن تجعل والديها يتحدثان، تستخدم أسماء كاميرتها وتتلاعب بهذه الحادثة الحميمية للحديث عن ذكريات أخرى تشك فيها أيضا. تصبح هذه الصورة نقطة الانطلاق في تحقيق تسأل خلاله المخرجة عن كل الأكاذيب الصغيرة التي ترويها عائلتها. شيئا فشيئا، تستكشف أسماء ذكريات حيها وبلدها ».

وحسب الناقد السينمائي، أمير العمري، فإن “كذب أبيض”، عمل سينمائي مبتكر يمتلئ بكثير من الخيال الساحر، ليس من الممكن أن يصنف فيلما وثائقيا أو دراميا روائيا، ولعل أفضل تصنيف له هو أنه فيلم “تشكيلي” يستخدم اللوحات والصور والنماذج الخشبية والحجرية الصغيرة والدمى والعرائس في بناء جدلي مركب بديع، ينتقل بين الخاص والعام، وبين الذاتي والموضوعي، وبين الذاكرة والتاريخ.

وتعد أسماء المدير من الوجوه السينمائية المغربية الشابة، التي استطاعت أن تصنع لنفسها مسارا فنيا لافتا، من خلال العديد من الإنجازات الفيلمية الروائية القصيرة، من بينها “الرصاصة الأخيرة”، و”ألوان الصمت”، و”جمعة مباركة”، و”دوار السوليما”، فضلا عن أفلامها الوثائقية الطويلة خصوصا “في زاوية أمي” الذي حاز عشرات الجوائز الدولية.

يشار إلى أن فعاليات الدورة الـ70 لمهرجان سيدني السينمائي جرى تنظيمها في الفترة من 7 إلى 18 يونيو الجاري بمشاركة 90 فيلما روائيا و 54 فيلما وثائقيا من 67 دولة.