زلزال الحسيمة … ليس من سمع كمن رأى

- Advertisement -

من سمع ليس كمن رأى. هكذا فكرت عندما شارفنا مدينة الحسيمة. كان قد مر أسبوع على وقوع الزلزال، لكن مشاهد الخراب قائمة، وكأني بالأنين ينبعث من تلك الأنقاض. كان الإحساس أننا في ساحة حرب. مدينة الحسيمة الجميلة الأنيقة المرفرفة على المتوسط تسكنها الخيام ويؤثث فيها البؤس، أما الأثاث فجميعه في أسواق الخردوات. من كان يظن؟

كان الناس نيام في تلك الليلة الرابعة والعشرين من فبراير2004، فإذا بالأسرة  تتساقط والجدرانِ تتداعى حوالي الثانية والنصف صباحاً.

سبق للحسيمة أن عاشت بعض هذا التداعي وذاك التساقط في 1994 ، و1927، و1910… زشهدت مليلية المجاورة زلزالا عنيفاًُ في 1848، و1792، و1660، و1579،،، كما لا ننسى زلزال لشبونة عام 1755 والذي شبه بتسونامي…

ولا غرابة في ذلك، فالمنطقة تقع بين صفيحتين: الإفريقية، والأورو ـ آسيوية: أوراسية. لكن زلزال 2004 كان الأعنف على الإطلاق…  وأعنفُ ما كان عاشته المناطق المجاورة للحسيمة: إمزورن و بني بوعياش وإمرابطن وايت قمرة التي حددها الجيولوجيون كمركز للهزة الأرضية. لا تسعفني الذاكرة الآن، لكن كل القرى والمداشر والمدن المحيطة تضررت واهتزت فرائصها تحت الساكنة النائمة.

كانت الخيام توحي لك بمخيم للاجئين. وكانت أسواق الخردة توحي لك بنهاية العالم هنا. لم نكن نعرف الحصيلة بعد، لكنّ الدمار الماثل يخبئ ما لا يحتمل من خراب.

ولم يكن للخراب عنوان حينها،،، غير الحسيمة…

كانت قوته ستة فاصل خمسة،،، وكان أقوى زلزازل يضرب شمال المغرب في القرن الحادي والعشرين….