على إثر الزلزال الذي ضرب عددا من مناطق المملكة مساء أمس الجمعة، والذي حددت بؤرته في إقليم الحوز، أعلنت المؤسسة الوطنية للمتاحف أنها اتخذت تدابير فورية لتقييم الأضرار التي طالت متاحفها بمراكش وضمان سلامة الزوار.
وأفادت المؤسسة الوطنية للمتاحف، في بلاغ لها، أن فريقا من الخبراء تم إرساله إلى متاحف مدينة مراكش، صباح السبت 09 شتنبر 2023، من أجل الوقوف على حجم الأضرار التي تسبب فيها الزلزال، وتحديد الحاجيات الملحة من أجل ترميمها.
وأضاف المصدر ذاته أنه بمساعدة مكتب دراسات متخصص ومقاولة بناء، تم إرساء دعامات توطيد مؤقتة بمتحف الروافد- دار الباشا من أجل تعزيز جدرانه الهشة، مشيرا إلى أن المتحف الوطني للنسيج والزرابي (دار السي سعيد) تضرر بدوره من الهزة الأرضية، ولا سيما على مستوى مخازنه.
وأكدت المؤسسة الوطنية للمتاحف أنها تعبئ جميع الموارد الضرورية قصد ضمان إعادة افتتاح بشكل آمن لمتاحفها الثلاث بمراكش بما في ذلك جامع الفنا (متحف التراث اللامادي).
وأشارت المؤسسة إلى أنها تلقت رسائل تضامن قادمة من عدد من الدول عبر العالم، مسجلة أن التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، وأمين السر الدائم لأكاديمية الفنون الجميلة أعربا عن دعمهما في هذه الفترة العصيبة.
اليونيسكو تعلن عزمها في ترميم وإعادة إعمار الأبنية الأثرية
هذا، وتسبب الزلزال الذي هز إقليم الحوز وعددا من المدن المغربية، المعروفة ببناياتها القديمة، وثقافتها العريقة والمتنوعة، في تضرر عدد من المباني التاريخية والأثرية التي تعود لمئات السنين، وهو ما دعا المنظمات الدولية أيضا لعرض المساعدة في ترميم تلك الآثار.
وبعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال العنيف، عاين فريق من الأمم المتحدة برئاسة فالت الأضرار لمدة ساعتين في المدينة القديمة.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، على الفور عزمها تقديم الدعم للسلطات المغربية، في ترميم وإعادة إعمار تلك الآثار المتهدمة.
وأفادت، في تغريدة لها، بأن بعثة من المنظمة توجهت إلى مراكش، للمساعدة في تحديد الأضرار، وبدء العمل على إصلاحها وترميمها.
ووثقت صور متداولة تضرر “المسجد الأعظم” بقرية تنمل (الواقعة جنوب مراكش بنحو 100 كيلومتر) والذي يحظى بقيمة تاريخية، حيث يعود لبداية دولة الموحدين في المغرب، وبني منتصف القرن الثاني عشر الميلادي (سنة 548 هجرية تقريبا) في عهد الخليفة الموحدي الثاني عبد المؤمن بن علي، الذي حكم المغرب والأندلس، وكانت عملية ترميمه جارية.
كما تضررت قصبة (قصر) آيت بن حدو التي تعد من أشهر وأقدم القصبات التاريخية بالمغرب، ويعود تاريخ بنائها للقرن الحادي عشر الميلادي، وهي عبارة عن تجمع سكاني طيني ومعماري متراص ومحصن، تحدى الطبيعة وحافظ على شكله الأصلي الذي يخلد حقبة زمنية قديمة، ويستخدم الموقع السياحي لتصوير الأفلام، كما تعرضت ضواحي ورزازات أيضا لأضرار.
وأظهرت مقاطع فيديو أخرى بثها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تضرر أجزاء من سور مراكش التاريخي، حيث سقطت أجزاء منه نتيجة الزلزال.
ووثقت الفيديوهات سقوط أجزاء من صومعة مسجد خربوش بساحة جامع الفنا، كما أظهرت المشاهد تضرر مساحات كبيرة من مدينة مراكش، التي يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على النشاط السياحي والصناعة التقليدية، وبها العديد من المباني القديمة التي يقصدها الزوار، ومدرجة على قائمة التراث العالمي الخاصة باليونسكو.
ومراكش مليئة بالمواقع المُدرجة منذ العام 1985 على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).
وفيما أفادت حصيلة موقتة بأن الزلزال خلف أكثر من 2862 قتيلا، قال المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو في المغرب العربي، إريك فالت، إنه “بعد كارثة كهذه، يكون الحفاظ على حياة البشر الأمر الأهم. ولكن علينا أيضا أن نخطط على الفور للمرحلة الثانية، والتي ستشمل إعادة بناء المدارس والأماكن الثقافية المتضررة من الزلزال”.
وأضاف “يمكننا أن نقول بالفعل إن الأضرار أكبر بكثير مما توقعنا. لاحظنا تشققات كبيرة في مئذنة (جامع) الكتبية البناء الأكثر شهرة، ولكن أيضًا التدمير شبه الكامل لمئذنة مسجد خربوش” في ساحة جامع الفنا.