الحملات الشعبية لدعم ضحايا “زلزال الحوز” تواصل مجهوداتها

- Advertisement -

لليوم الرابع على التوالي، وبنفس روح المواطنة والتضامن، يواصل المغاربة من داخل وخارج أرض الوطن حملة تضامنية لفائدة المتضررين من زلزال الحوز، وصفها كثيرون بأنها “الأكبر من نوعها”.

وقامت جمعيات مدنية ومنظمات خيرية وأشخاص ذاتيون بحملات ومبادرات تلقائية لجمع التبرعات العينية الضرورية لمواجهة الظروف الصعبة التي يعيش على وقعها المتضررون في المناطق التي تأثّرت بالهزة الأرضية، لاسيما المواد الغذائية والأغطية والأفرشة والملابس الدافئة.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تحرّك عشرات الشاحنات المحمّلة بأطنان المساعدات من مختلف مدن وأقاليم وجهات المملكة في اتجاه المناطق المتضررة؛ فيما يواصل مواطنون مد نقاط تجميع المساعدات بمختلف المواد وبأحجام وكميات حسب استطاعة كل متضامن.

تأتي هذه الحملات تزامنا مع استقبال صندوق حكومي استثنائي تم إحداثه بأمر ملكي لملايين الدراهم من التبرعات المادية من مؤسسات حكومية وغير حكومية، فضلا عن الأشخاص الذاتيين.

في هذا السياق، اعتبر إدريس الصنهاجي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، أن الحس التكافلي الذي أبان عليه المغاربة يظهر مدى رسوخ وتجذّر مختلف الأشكال التضامنية في ثقافة المغاربة.

وأضاف الصنهاجي، أن الملاحظ في هذه الحملة الواسعة، التي انخرط فيها المغاربة بمختلف فئاتهم وطبقاتهم الاجتماعية، هو الحضور الواضح والملحوظ للوازع الإنساني ثم التلقائية والعفوية.

وأشار الباحث في علم الاجتماع الانتباه إلى أن اجتماع شعب على دعم منطقة متضررة من بلادهم والتمكن من تجاوز جميع الخلافات السياسية والإيديولوجية هو –في الأصل- الطبيعي والفطري؛ وهو ما يعكس “إنسانية الإنسان”.

وأكد الأستاذ الجامعي على ضرورة انتباه جميع الفاعلين إلى ما وصفها بـ”القيمة الرفيعة” الموجودة لدى مغاربة الداخل والخارج، المستعدين دائما للتضحية وتقديم كل ما يملكون في سبيل الوطن ومواطنيهم الذين فقدوا أهاليهم وممتلكاتهم.

وأبرز الأستاذ الجامعي ذاته أن الباحث في علم الاجتماع بالمغرب سيجد صعوبة في دراسة هذه الحملة التضامنية للمغاربة من منظور هذا العلم، مرجعاً ذلك إلى انخراط الباحثين مثل جميع المواطنين في هذه الحملات وعدم تمكنهم من أخذ مسافة من الأحداث ببرودة ودون تعاطف، قبل أن يختم بالقول: “لكن ذلك سيكون ممكنا حين تعود الأمور إلى أفضل حالها في تلك المناطق”.

بدورها، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ‘إيسيسكو’ قافلة مساعدات، شملت خياما ومساعدات غذائية، إلى المناطق المتضررة من الزلزال، كما تبرع موظفوها بنسبة 10 في المئة من أجورهم سيتم تنزيلها في الحساب الخاص لدى بنك المغرب الذي وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس بفتحه لتلقي المساهمات التطوّعية.

وأعلنت  المنظمة عن تنظيم حملة للتبرع بالدم لإغاثة المصابين من جراء الزلزال، مشيرة إلى أن “هذه المحاولات للمساعدة تأتي ضمن الإجراءات التي تتخذها المنظمة لتأكيد تضامنها مع المملكة المغربية في مواجهة فاجعة الزلزال”، مؤكدة أنه “سيتم اتخاذ المزيد من الخطوات خلال الأيام المقبلة”.

كما عبرت المنظمة  عن استعدادها للتعاون مع الجهات المغربية المختصة في مواجهة الأضرار الناجمة عن هذه الهزة الأرضية وتقديم كل ما يتطلبه الموقف من مساندة ودعم في مجالات اختصاصها، خصوصا ما يتعلق بترميم وصيانة الآثار التي تضررت ببعض المدن التاريخية.