ساحة جامع الفنا تستأنف نشاطها بعد الزلزال المدمر

- Advertisement -

بعد الهزة الأرضية القوية التي ضربت إقليم الحوز  وكانت لها تداعيات على مستوى المدينة العتيقة، عاد القلب النابض لمراكش ليخفق من جديد، بعد أن استعادت ساحة جامع الفنا نشاطها السياحي الاعتيادي، واستأنف المرشدون جولاتهم رفقة السياح الأجانب.

وتعتبر ساحة جامع الفنا، منذ قرون خلت، القلب النابض لمدينة مراكش،  حيث كانت وما زالت نقطة التقاء بين المدينة والقصبة المخزنية والملاح، ومحجا للزوار من كل أنحاء العالم للاستمتاع بمشاهدة عروض مشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص والموسيقيين، إلى غير ذلك من مظاهر الفرجة الشعبية التي تختزل تراثا غنيا وفريدا كان من وراء إدراج هذه الساحة في قائمة التراث اللامادي الإنساني التي أعلنتها منظمة اليونيسكو عام 2001.

ويعود تاريخ ساحة جامع الفنا إلى عهد تأسيس مدينة مراكش سنة (1070-1071)م، وقد بنيت في عهد الدولة المرابطية خلال القرن الخامس الهجري كنواة للتسوق، لكن أهميتها تزايدت بعد تشييد مسجد الكتبية بعد قرابة قرن كامل. واستغل الملوك والسلاطين في ذلك الوقت الساحة كفناء كبير لاستعراض جيوشهم والوقوف على استعدادات قواتهم قبيل الانطلاق لمعارك توحيد المدن والبلاد المجاورة وحروب الاستقلال.

وأكد محمد الكنيدري، رئيس جمعية الأطلس الكبير، في هذا السياق، أن مدينة مراكش التي يفوح منها عبق التاريخ وغنى تراثها المادي واللامادي، لا يمكن أن تستقيم الحياة فيها إلا بهرج ومرج ساحتها التاريخية التراثية التي تشكل فضاء مثاليا للتعددية الثقافية.

وبخصوص تداعيات زلزال الحوز على القطاع السياحي بمدينة مراكش، أشار الزوبير بوحوت الخبير في المجال السياحي، الى أن تأثير الزلزال سيكون محدودا، لأن اقتصاد مدينة مراكش يعتمد على السياحة التي من الممكن أن تتعافى في الأشهر المقبلة.

وأبرز أنه من الطبيعي أن يلغي أي سائح كان يعتزم القدوم إلى المغرب حجزه الفندقي بعد الزلزال، وهو ما تبين من خلال توصية منظمة متعهدي الأسفار والسياحة أو ما يعرف باتحاد المقاولات والمنعشين السياحيين، التي دعت فيها وكالة الأسفار إلى توعية السياح بتأجيل السفر عوض إلغاء الحجز الفندقي دون مصاريف إضافية، حتى لا تتأثر السياحة في المغرب.

وأكد بوحوت أن مثل هذه الكوارث الطبيعية، تولد نوعا من ردود الفعل الطبيعية المتمثلة في الخوف، وهذا ما حدث بعد الزلزال الذي ضرب اقليم الحوز ليلة 8 شتنبرالجاري، مشيرا إلى أن رحيل السياح الأجانب كان تصرفا أملته الغريزة الإنسانية، وهو ما أدى إلى التقليص من مدة إقامتهم التي كانت مبرمجة.

وتوقع الخبير في المجال السياحي، بعودة الأحياء المتضررة داخل المدينة العتيقة، لسابق عهدها في أقرب الآجال، وهو ما يمكن تداركه بسرعة، خاصة وأن المدينة الحمراء تشهد أعمال إصلاح كبيرة منذ أسابيع من أجل استقبال اجتماعات مجلس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المقررة في الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر المقبل، مشيرا إلى أن هذه الأشغال ستمتد لتشمل ما دمره الزلزال.