الخرقة الفاسية والبزيوية والسايسية دعمٌ للتنمية المحلية

- Advertisement -

حينما تلتقي الجودة والأناقة في دعم التنمية المحلية لمختلف فضاءات وأروقة معرض الفرس للجديدة، تحضر الخرقة الفاسية والبزيوية (منطقة بزو) والسايسية (منطقة دكالة) بشكل لافت، حيث يتزايد الإقبال عليها من قبل عشاق التبوريدة.

وتعد الخرقة الفاسية والبزيوية والسايسية جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية للمملكة المغربية، كما تعتبر علامة فارقة في اللباس التقليدي المغربي نظرا لجودتها وفنيتها، إذ تستعمل هذه الخرقة أساسا في صنع الجلباب النسائي والرجالي وملابس أخرى.

وتلعب الخرقة الفاسية والبزيوية والسايسية دورا مهما في دعم التنمية المحلية، حيث يشغل النشاط المتعلق بها أعدادا مهمة من النساء والرجال العاملين في قطاع النسيج وتضمن لهم مدخولا شهريا يعيلهم على تلبية مختلف حاجاتهم، سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

وقد ظلت صناعة الجلباب بالاعتماد على هذه الخرقة في المغرب متوارثة جيلا عن جيل، إذ يؤكد الصانع محمد بن المعلم الذي يشارك في معرض الفرس، أنه تعلم صنع الجلباب في سن العاشرة من عمره وظل مرتبطا بصناعته حتى وقتنا هذا.

وبخصوص كيفية صنعه، يوضح بن المعلم أنه يعتمد في هذه الصناعة على عدة مواد منها الحرير الحر الذي يصل سعره إلى 1500 درهم للكيلوغرام الواحد، بينما لا يتجاوز سعر الحرير العادي 150 درهما للكلغ الواحد.

وبعد أن أشار إلى أنه يتم الاعتماد على الصوف المصنعة محليا، قال إن صنع جلباب واحد يتطلب الكثير من الوقت، لافتا إلى زيادة الطلب عليه نظرا لاستعماله من قبل الفرسان خلال ممارستهم للتبوريدة.

وتستعمل هذه الخرقة أيضا في عملية صنع الجلباب النسائي والرجالي وفي إعداد ملابس أخرى منها القفطان والتنورة والحايك والسلهام.

الصانعة الزرادي حبيبة، أكدت في هذا السياق، أن الخرقة معروفة على الصعيد المغربي والدولي، لا سيما الخرقة البزيوية التي توجه لعدة استعمالات أخرى منها صنع الجلباب النسائي والرجالي ثم الستائر والسلهام والقفطان والتكشيطة والحايك والجبادور.

ووفق الزرادي، فإنه لا يمكن صنع هذه الخرقة إلا من طرف صانعة تتميز بالصبر، لأن صناعة جلباب واحد يتطلب وقتا طويلا والكثير من الصبر.

ويمكن ارتداء هذه الخرقة، التي تصنع من صوف الكبش وحرير دودة القز، في المناسبات الدينية والوطنية والحفلات والأعراس وفي قبة البرلمان، كما يقبل عليها الفرسان بكثرة خلال تظاهرات التبوريدة، وفي مناسبات الأعراس.

وتتعدد المواد المستعملة في نسج الخرقة التي تسخر في صناعة الجلباب، فبالإضافة إلى الحرير الأبيض الذي تعد به الجلابة القديمة، طرأت عدة متغيرات على صناعة هذا الجلباب، حيث تم إدخال عدة ألوان عليها، مع الإشارة إلى أن سعر الجلباب الواحد يتراوح ما بين 1500 و2000 درهم، وقد يتعدى ذلك حسب نوعية المواد المستعملة.

وهناك أصناف عدة من هذا الجلباب؛ منها الصنف المسمى “حبة حبة” الرقيقة المعروفة ب”القريصة “، و “السدا فالسدا”، و”طرشة” (Simple)، ومخطط “طرشة”، و” بدحة حبة”، و”بدحة سدا”، والميمة (تتوسطها 3 خطوط)، والملكية ( قد الحرير قد السدا)، ثم “الشريف “، والحجر الظريف (خطان من الفوق وخطان من التحت).

وتنضاف أنواع أخرى من الجلباب منها نوع أخر يطلق عليها ” عيشة ووليداتها” (خطوط متوازية يتوسطها خط عريض)، و” العزازا” (خطان متوازيان وبينهما الشريتلا).