جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي تسرب رسالة من وراء القضبان

- Advertisement -

سربت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي، من وراء قضبان سجن إيوين في طهران، رسالة امتنان وشكر على منحها جائزة نوبل للسلام، أكدت من خلالها أن الانتصار ليس بالأمر الهين، لكنه مؤكد.

في الرسالة التي قرأتها ابنتها كيانا رحماني باللغة الفرنسية، ونشرت على موقع جائزة نوبل الرسمي، عبرت نرجس محمدي عن امتنانها الصادق للجنة نوبل النروجية، وانتقدت مرة جديدة إرغام النساء في إيران على وضع الحجاب، وهاجمت بشدّة السلطات الإيرانية.

وأكدت الناشطة والصحافية بصوت ابنتها أن الحجاب الإلزامي هو المصدر الأساسي للهيمنة والقمع في إيران، وبذلك، فإنه يهدف إلى الحفاظ على الحكومة الدينية المستبّدة وضمان استمراريتها، مضيفة أن الحكومة الإيرانية رسخّت الحرمان والفقر في المجتمع منذ 45 عاماً.

وتابعت: “الحكومة الإيرانية حكومة بنيت على الأكاذيب والخداع والمكر والترهيب، حكومة هدّدت السلام والاستقرار في المنطقة وفي العالم عبر سياساتها العدائية”، وأكدت قائلة: “نحن الشعب الإيراني، نطمح إلى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والمساواة. الجمهورية الاسلامية هي العقبة الأساسية أمام تحقيق هذا المطلب الوطني”.

واختتمت نرجس رسالتها التي لم يعرف أحد كيف تمكنت من تسريبها بالقول: “الانتصار ليس أمراً سهلاً لكنه مؤكّد”.

هذا، وتتعرّض محمدي التي تُأخذ في بعض الأحيان إلى الحبس الانفرادي أو تُحرم من المكالمات الهاتفية، لمضايقات من القضاء والشرطة لإسكاتها”، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود.

وفي إجابات سبق وأن كتبتها نرجس محمدي من زنزانتها في طهران لوكالة فرانس برس، بعد فوزها بجائزة نوبل للسلام، قالت: “ثمن النضال ليس فقط التعذيب والسجن، بل إنه قلب ينكسر مع كل حرمان، في معاناة تخترق عظامك حتى النخاع”. مضيفة أن لا أمل لديها في الحرية.

وتابعت “جناح سجن إيوين للنساء يؤوي أكثر السجينات السياسيات نشاطا ومقاومة في إيران. خلال السنوات التي أمضيتها في السجن، تشاركتُ الزنزانة مع 600 امرأة على الأقل وأنا فخورة بكل واحدة منهن”.

هذا، وتعدّ نرجس محمدي من الوجوه الأساسية لانتفاضة “امرأة، حياة، حرية” في إيران التي انتفضت بعد وفاة الشابة مهسا أميني وهي في عهدة القوى الأمنية التي أوقفتها بسبب عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي.

بعد موت أميني، الشابة الكردية البالغة من العمر 22 عاماً، خرجت تظاهرات الى الشوارع في إيران وخلعت نساء غطاء رؤسهن وقصصن شعرهن في احتجاجات قمعتها السلطات.

وتم توقيف محمدي 13 مرة وحكم عليها بالسجن خمس مرّات لمدّة إجمالية تبلغ 31 عاماً مع 154 جلدة، ثم سجنت من جديد منذ العام 2021.

وفي لفتة تعد الخامسة من نوعها في تاريخ نوبل، تمنح فيها نوبل للسلام لشخصية مسجونة، بعد الألماني الناشط من أجل السلام كارل فون أوسيتزكي في العام 1935، والناشطة البورمية أونغ سان سو كيي في 1991، والمعارض الصيني ليو شياوبو في 2010 والبيلاروسي أليس بيلياتسكي في 2022، منحت الجائزة لمحمدي في السادس من أكتوبر لكفاحها ضدّ قمع النساء في إيران ونضالها من أجل حقوق الإنسان والحرية للجميع.

وأعلنت مؤسسة نوبل أن كيانا رحماني التي قرأت رسالة والدتها الممتدة لعشر دقائق، ستمثل والدتها في احتفالية تسليم جائزة نوبل في العاشر من دجنبر المقبل في أوسلو، إلى جانب شقيقها الأصغر سناً علي، كما أعلنت الأربعاء مؤسسة نوبل.