أعلنت هيئة تحكيم جائزة “غونكور” الأدبية، أرفع جائزة في فرنسا، أن ثلاثا من الجوائز الأدبية الفرنسية الأربع الخريفية قد حُسمت، حيث نال الكاتب جان باتيست أندريا جائزة غونكور عن روايته “فييه سور إيل” Veiller sur elle، فيما حصلت الروائية آن سكوت على جائزة رونودو عن روايتها “Les Insolents” (“الوقحون”)، بعدما كانت فيمينا توّجت الروائية نيج سينّو.
ونال الكاتب أندريا جائزة غونكور عن روايته الصادرة عن دار “ليكونوكلاست” للنشر، وهي عبارة عن قصة حب في زمن الفاشية.
وعقب حصوله على الجائزة، اعتبر الكاتب الذي بدا شديد التأثر لدى وصوله إلى مطعم “دروان”، حيث تسلّم جائزته كأسلافه منذ أكثر من قرن، أنها لحظة عاطفية مهمة جداً، مضيفا “لقد مسحنا للتو دموعنا في سيارة الأجرة”.
وإلى جانب أندريا، تنافس على الجائزة إريك رينارت الذي كان الأوفر حظاً من “سارة، سوزان إيه ليكريفان” Sarah, Susanne et l’ecrivain وغاسبار كونيغ عن “اوموس” Humus (دار “لوبسرفاتوار”) ونيج سينّو التي فازت الاثنين بجائزة فيمينا عن روايتها “تريست تيغر” Triste tigre (دار POL)، والتي تحكي من خلالها قصة سفاح القربى الذي تعرّضت له في طفولتها من زوج والدتها.
وتروي أحداث الرواية كيف تتعرض نيج بين عمر 7 و14 عاما، والتي تعيش مع أسرتها في جبال الألب للاغتصاب المتكرِّر من قِبَل زوج والدتها. في عام 2000، تتقدّم نيج بشكوى قضائية، فيصدر حُكم على الرجل بالسجن لمُدّة طويلة. بعد سنوات من هذه المعاناة، تُقرِّر نيج سنّو أن تُقدّم رواية مُفجعة عما حدث لها وحطّم حياتها إلى الأبد. من دون محاولة إثارة تعاطف القراء وشفقتهم، تلجأ سنّو لتفكيك ما تُسمِّيه قنبلتها الصغيرة، متعمقة في إحساسها ومراحل تطوره وتغيره، بلمحات شعرية قويّة.
وجاء فوز سينّو بجائزة فيمينا الاثنين ليقطع الطريق أمام نيلها جائزة غونكور، إذ أنشئت فيمينا عام 1904 كرد فعل على كراهية غونكور للنساء وعدم تتويجهن، وبالتالي تحرص لجنة غونكور على التميّز بقرارها عن قرار الجائزة التي تتألف لجنة تحكيمها من النساء حصراً.
ولأندريا أربع روايات فحسب، ونال الجائزة الأدبية الفرنسية الأعرق بفضل اللوحة التي يرسمها كتابه عن النحت وإيطاليا.
وتتمحور الرواية على ميمو الذي ولد فقيراً وعُهد بتدريبه إلى نحات حجري. وأحبّ ميمو بجنون وريثة تدعى فيولا أورسيني، وأمضى معها سنوات إلى أن سقطت إيطاليا في حقبة الفاشية.
وقال أندريا لإذاعة “فراتس إنتر”: “أحضّر قصتي بأكملها في رأسي، على دفتر ملاحظات، والتحضير لهذه القصة استغرق عشرة أشهر. لا أكتب سطراً من الرواية. وفي أحد الأيام، أقول لنفسي: قصتي هنا”. وأضاف “رواياتي الثلاث الأولى كانت وراء أبواب مغلقة. وهناك، كنت أرغب في كسر كل الحدود”.
من جهة أخرى، حصدت آن سكوت جائزة رونودو عن روايتها “الوقحون” الصادرة عن دار “كالمان ليفي”، والتي تروي قصة امرأة أربعينية تغادر باريس.
وتصور رواية “الوقحون” قصة أليكس، وهي مؤلفة موسيقى سينمائية قررت مغادرة العاصمة الفرنسية لإعادة اكتشاف نفسها، في ظل رغبتها في العيش “في مكان آخر وحيدة”.
وتعتبر هذه الشخصية نسخة متخيلة عن المؤلفة التي غادرت باريس إلى منطقة بريتاني في غرب فرنسا، حيث تعيش حالياً.
وُلدت آن سكوت لأم مصوّرة روسية وأب فرنسي هاو لجمع الأعمال الفنية، ونشأت في باريس قبل أن تنتقل إلى لندن في السابعة عشرة من عمرها.
وعملت سكوت كعارضة أزياء، وعازفة درامز في فرقة لموسيقى البانك، كما كانت من رواد أماكن السهر السرية الباريسية، لكنها الكتابة وهي في التاسعة والعشرين من عمرها، وفي رصيدها روايات عدة أبرزها “Asphyxie” (“الاختناق”) و”Superstar” (“سوبرستار”).
ولم تكن سكوت من المرشحين الأوفر حظاً لنيل جائزة رونودو، وهي مكافأة رُشح إليها أيضاً غاسبار كونيغ (“أوموس” Humus عن دار “لوبسرفاتوار”)، وليليا حسين (“بانوراما” عن دار غاليمار) وسورج شالاندون (عن “لانراجيه” L’Enrage الصادرة عن دار غراسيه).
وتم منح جائزة أفضل كتاب من نوع المقالة الأدبية إلى جان لوك باري عن المجلد الأول الواقع في أكثر من 900 صفحة، للسيرة الذاتية “De Gaulle, une vie: l’homme de personne (1890-1944)”، الصادرة عن دار غراسيه.
أما جائزة رونودو لكتاب الجيب فمُنحت إلى مانويل كاركاسون عن كتابه “Le Retournement”.
وبعد فيمينا وغونكور ورونودو، تكتمل لوحة المكافآت الأدبية الخريفية بالكشف الخميس عن اسم الفائز بجائزة ميديسيس.
نشير إلى أن جائزة غونكور هي جائزة مَعنية بالأدب المكتوب باللغة الفرنسية تَمنحُها أكاديمية غونكور سنوياً “للعمل النثري، عادة ما يكون رواية، الأفضل والأخصب خيالاً في العام”. أُنشئت وفقاً لإرادة ووصية أدموند دي غونكور. تَمنح أكاديمية غونكور 4 جوائز أخرى هي: جائزة غونكور للرواية الأولى، وجائزة غونكور للقصة القصيرة، وجائزة غونكور للشعر، وجائزة غونكور لأدب السيرة الذاتية.