متحف يضم سلسلة من المعارض المخصصة لأعمال فنية بتاء التأنيث

- Advertisement -

في مبادرة نادرة على المستوى العالمي، يضم المتحف الوطني للفن المعاصر في أثينا باليونان، سلسلة من المعارض المخصصة لأعمال الفنانات، تُعدّ الأولى من نوعها في اليونان التي تهيمن فيها الذكورية.

وأعيد ترتيب المعرض الدائم في هذا المتحف المقام داخل مصنع سابق للجعة، بطريق تبرز 25 فنانة من مختلف الأجيال والأصول، بينهنّ رسامات ونحاتات ومصوّرات كديانا الحديد (سورية) وإيليني كاما (يونانية) وأنيت ميساجيه (فرنسية) وكورنيليا باركر (إنجليزية).

وفي بداية المعرض الدائم، يتناول تمثيل زمني التقدم المُحرز في قضايا المرأة باليونان ويذكّر بأن النساء نلن بحق التصويت في أوائل خمسينات القرن الفائت وأن المهر في الزواج لم يُلغ حتى العام 1983.

وتبرز في القسم الأول من المعرض، أعمال لثلاث نساء يونانيات من بينهنّ ليدا باباكونستانتينو  ذات الـ78 ربيعا، إحدى أهم الفنانات المعاصرات والتي لم يسبق أن خصص معرض في اليونان أعمالاً لها.

وتظهر إلى جانب أعمال باباكونستانتينو، أعمال أخرى أنجزتها كريسا رومانوس (1931-2006)، المعروفة بمجموعاتها التي تنطوي على رسائل سياسية تندد بالنزعة الاستهلاكية وعدم المساواة، بالإضافة إلى أعمال لداناي أنيسيادو، وهي فنانة معاصرة من المغتربين اليونانيين، نشأت في بلجيكا ومتخصصة في فن الكولاج والنحت.

وتحمل سلسلة المعارض هذه عنوان “ماذا لو حكمت النساء العالم؟”، في تعبير مستوحى من مسرحية للكاتبة الإسرائيلية يائيل بارتانا (2017).

ويمكن لزائري المعرض الاطلاع على أعمال تطرح تساؤلات في شأن الصور النمطية للجمال الأنثوي أو تتناول قضايا العنف ضد المرأة أو الفقر الذي يؤثّر عليهنّ بشكل كبير.

وحتى اليوم، شكّلت النساء 37 في المئة فقط من الفنانين الذين أبرزت أعمال لهم في المعرض الدائم، ومن المقرر أن يحتضن المتحف 15 معرضا مؤقتا آخر.

في هذا السياق، تشير كاترينا غريغوس، المديرة الفنية للمتحف الذي يُعدّ من أهم المتاحف في العاصمة اليونانية، إلى أنها المرة الأولى التي يخصص فيها متحف عام كبير كامل برنامجه لفنانات على مدى عشرة أشهر، مؤكدة أن هذا المكان سيكون بين أيادي فنانات على مدى هذه الأشهر العشر.

تقول غريغوس وهي تتأمل أحد الأعمال الفنية المعروضة المفضلة لديها، وهو عبارة عن لوحتين للإيرانية طلا مدني التي غادرت بلادها لتستقر في نيويورك، وتتمحوران على مسألة الذكورية والأسر المفككة، “أردنا أن نرى كيف سيبدو المتحف في حال كان العدد الأكبر من الأعمال المعروضة لفنانات، بدل ضمّه أعمالاً فنية محدودة لهنّ”، إلا أنها تؤكد أن الفنانات لايزلن غير ممثلات بصورة كافية في معظم جوانب الفن”.

وتضيف بأنه في بلد كاليونان لم يشهد مطلقاً حركة نسوية منظمة في الفنون البصرية وحيث هُمّشت الفنانات بشكل منهجي لعقود، تُعدّ هذه المبادرة رسالة مهمة وخطوة للتعويض عن عدم مساواة كبيرة”، لافتة إلى أن الرجال هم المسؤولون عن معظم الحروب والدمار.

وترى، في هذا الصدد، أنه في حال تولي النساء القيادة، سيقل منسوب العنف وستكون هناك تسويات أكثر وعدالة أكبر.