بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به يوم 8 مارس من كل عام، نظمت سفارة المملكة المغربية في صوفيا، بالعاصمة البلغارية مؤخرا، لقاء حول موضوع “المرأة والسلام والأمن”، سُلِّط فيه الضوء على جهود المغرب في النهوض بأوضاع النساء والفتيات.
وتميز هذا اللقاء بحضور حوالي 150 ضيفا، من بينهم دبلوماسيون وممثلو وكالات الأمم المتحدة (اليونيسف، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والصليب الأحمر)، وممثلو الحكومة والجمعية الوطنية البلغارية، فضلا عن العديد من وسائل الإعلام وممثلي القطاعين العام والخاص والفنانين والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال النهوض بوضعية النساء والأطفال، وفقا للمصدر ذاته.
وشهدت فعاليات اللقاء حفل توزيع شهادات لـ 17 خريجة مبادرة “سفير ليوم واحد”، والتي تتمثل في مواكبة لمدة يوم أو يومين لطالبة أو تلميذة بمدرسة ثانوية بلغارية مدعوة للعب دور سفيرة إحدى الدول المشاركة في هذا النشاط.
كما ضرب المشاركون، موعدا مع عرض أزياء قفطان على إيقاع الموسيقى المغربية، علاوة على العروض الفنية الجميلة، التي شملت فرقة الرقص البلغارية “سوفيستيك جيفو” والفرقة الغنائية لمدرسة جوقة “ليوبومير بيبكوف” بصوفيا.
وبهذه المناسبة، أبرزت سفيرة المغرب ببلغاريا، وعميدة السلك الدبلوماسي المعتمد في بلغاريا، زكية الميداوي، أهمية موضوع هذا اللقاء الذي يسلط الضوء على تعزيز قيم السلام والعيش المشترك والاحترام والتسامح.
وذكرت السفيرة، أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خصص لهذا الموضوع القرار (1325) منذ 31 أكتوبر 2000، والذي يؤكد من جديد أهمية دور المرأة في منع وحل النزاعات، والمفاوضات، وحفظ السلام وتوطيده، والتدخل الإنساني وإعادة البناء ما بعد الحرب.
وسجلت الميداوي أن المغرب بذل جهودا وعبأ موارد مهمة من أجل تنفيذ القرار المذكور، من خلال إطلاق مخطط عمل وطني حول النساء والسلم والأمن في مارس 2022، وهي مبادرة تعترف بدور المرأة كعامل تغيير وشريك متساو في عملية صنع القرار.
وأوضحت أن مخطط العمل الوطني، الذي خضعت بلورته لمشاورات واسعة النطاق شملت كافة مكونات المجتمع المغربي والشركاء الإقليميين والدوليين المختصين في هذا الشأن، يروم تعزيز المساواة بين الجنسين وحماية حقوق المرأة، تنفيذا للرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأكدت الدبلوماسية أن المغرب، منذ استقلاله، يساهم في الحفاظ على مبادئ السلم والأمن، بفضل مشاركته في عمليات حفظ السلام، بمساعدة ومشاركة المرأة المغربية.
من جهتها، أشارت نائبة رئيس الوزراء، وزيرة الشؤون الخارجية لجمهورية بلغاريا، وضيفة شرف هذا اللقاء، ماريا غابرييل، إلى أن “السلام والأمن يحتاجان إلى موهبة المرأة”.
وذكرت غابرييل أن بلغاريا أصبحت لأول مرة في تاريخها عضوا في كل من المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للفترة 2023-2025، ومجلس حقوق الإنسان للفترة 2024-2026، مبرزة الأهمية التي يوليها بلدها لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة الدبلوماسية البلغارية أنه “يمكن للنساء والفتيات المساهمة في مجتمع أفضل وأكثر سلما وأمانا”، مسلطة الضوء على الدور الأساسي للمرأة ومشاركتها في البعثات الدبلوماسية لتعزيز السلام والأمن من أجل منع النزاعات وحلها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء نُظم بشراكة مع المنظمة البلغارية غير الحكومية (More Women in power)، وبتعاون مع الغرفة الوطنية البلغارية للتجارة والصناعة، والجمعية اليونانية (Women Act Greece).