ترميم أفلام جوسلين صعب يعيد ذاكرة اللبنانيين

- Advertisement -

من بين عدد من الأفلام التسجيلية للمخرجة اللبنانية الراحلة جوسلين صعب، والتي أعيد ترميمها  من جديد، تُعرضُ ثلاثة منها خلال هذا الأسبوع في بيروت، ضمن أنشطة لاستذكار السينمائية الراحلة التي ترجلت عن صهوة الحياة قبل خمسة أعوام

ويعود تصوير هذه الأفلام التسجيلية المختارة إلى منتصف سبعينات القرن العشرين ومطلع ثمانيناته، وتوثّق مراحل من تاريخ لبنان والشرق الأوسط.

وتُنَظَّمُ عروض لثلاثة من هذه الأشرطة الوثائقية صُوّرت خارج لبنان إبان الحرب التي عرفها بين العامين 1975 و1990، هي “الصحراء ليست للبيع” Le sahara n’ est pas a vendre في 1977 عن حرب الصحراء الغربية بين جبهة البوليساريو والمغرب، و”مصر، مدينة الأموات” Egypte, la Cite des morts في العام نفسه و”إيران: يوتوبيا قيد التنفيذ”   عام 1981 عن الثورة  الإيرانية.

وعلاوة على ذلك،  توفّر الجمعية التي شاركت روكسيل في تأسيسها مع نجل المخرجة نسيم ريكاردو-صعب، مجموعة أقراص “دي في دي” تضم 15 فيلماُ وثائقيا مستقلاً صوّرتها المخرجة في بداياتها بين عامَي 1974 و1982، وتولت ترميمها بالتعاون مع جهات مختلفة، وتتراوح بين شرائط طويلة ومتوسطة وقصيرة، من بينها “بيروت مدينتي”، و”قارب المنفى”، و”بيروت أبداً”، و”قصة بلدة حاضرة”.

وفي هذا الصدد، صرحت ماتيلد روكسيل، المتخصصة أيضا بسينما العالم العربي، أن العمل على الترميم استغرق ثلاث سنوات بين 2019 و2022 في لبنان، واستعانت الجمعية لهذا الغرض بفنيين لبنانيين، مضيفة أن هذه الافلام التي بقيت طويلاً غير متاحة للجمهور تروي الكثير عن تاريخ لبنان وتاريخ تضامن اليسار اللبناني مع الفلسطينيين”.

وأشارت روكسيل إلى أن “إعادة اكتشاف كل هذه الأعمال من خلال مجموعة أقراص +دي في دي+ وعلى الشاشة الكبيرة، ومن خلال مساحة للتحدث عنها يتيح الإجابة عن مخاوف وجوانب تتعلق بالوضع الراهن”.

وأبرزت المتحدثة التي كانت مساعدة صعب منذ 2013، أن العمل مع جوسلين مكّنها من “فهم القضايا السياسية في المنطقة كلها”، و”ما لم توضحه” لها الدراسات التي أجرتها، معتبرة أن أعمالها “كانت تحمل رسالة مختلفة بلغة سينمائية توفر أدوات للمناقشة لفهم التاريخ”، مبدية عزمها على الدفاع عن هذه الذاكرة.

هذا، وتطلق “جمعية جوسلين” صعب بالتعاون مع “نادي لكل الناس” في المعهد الفرنسي في لبنان الخميس والجمعة، كتاباً بالفرنسية عن الراحلة عنوانه Le livre pour sortir au jour de Jocelyne Saab، أشرفت على إعداده الباحثة المتخصصة بالسينما العربية ماتيلد روكسيل.

وتجدر الإشارة إلى أن جوسلين صعب التي رأت النور عام1948، في بيروت، وتوفيت في 2019 بباريس، هي صحفية ومخرجة وكاتبة سيناريو لبنانية، توجهت الى فرنسا لدراسة العلوم الاقتصادية، وعملت في مجال الصحافة بعد التخرج، وأخرجت العديد من الأفلام التسجيلية التي تجاوزت الثلاثين فيلماً، كما عملت كمساعدة مخرج مع فولكر شلوندورف من خلال فيلم (The Forger) قبل أن تعمل بالسينما الروائية، ومن أفلامها الروائية (غزل البنات، سيدة سيجون، دنيا).