تحت شعار “المصحف الشريف، من المخطوط إلى المطبوع”، تتواصل بمدينة الثقافة والفنون بآسفي، فعاليات الدورة الأولى لمعرض الخط العربي والمصحف الشريف، التي انطلقت الجمعة 15 مارس الجاري، وتستمر إلى نهاية شهر رمضان المبارك.
ويهدف هذا الحدث الثقافي، الذي ينظمه النادي المغربي للمخطوطات والمسكوكات والطوابع البريدية بتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة بآسفي، وبدعم من المجلس الإقليمي لآسفي، تقريب الجمهور من جانب فني مهم وأساسي في الحضارة المغربية وإبراز إسهامات المغاربة وإبداعاتهم في مجال الخِطاطة (علم الكتابات القديمة).
كما يسعى إلى التأكيد على الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة للحفاظ على تراثها بمختلف مكوناته، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتتميز رفوف هذا المعرض، الذي لقي إقبالا كبيرا من قبل الزوار، بضم مخطوطات للقرآن الكريم، تسلط الضوء على مختلف أنواع وأنماط المصاحف المغربية وخصوصياتها البديعية، ويرجع تاريخ البعض منها إلى أكثر من خمسة قرون خلت.
وعلاوة على ذلك، سيكون الجمهور على فرصة أمام الاستمتاع بلوحات الخط العربي النادرة التي يتم عرضها للمرة الأولى، إلى جانب قطع الفخار المزينة بالخط العربي، الأمر الذي يدل على الاهتمام المغربي بهذا الفن في مختلف المجالات.
وتلقي فعاليات هذه التظاهرة الثقافية في دورتها الأولى الضوء على غنى الذخيرة المغربية من المخطوطات والخط المغربي وتطورهما التاريخي، وهو ما يعكس التقاليد العريقة للمملكة في تعظيم القرآن الكريم.
كما تسلط الضوء على مهنة النساخ والخطاطين، الذين نالوا مكانة مهمة في المجتمع المغربي، حيث برعوا مبكرا في هذا المجال الفني، وتركوا للأجيال القادمة تراثا غنيا مكونا من المخطوطات القرآنية، المحفوظة بشكل جيد في المتاحف والمكتبات والمعاهد والمدارس الدينية.
وفي هذا السياق، وجه المشرف على المعرض والصحافي والباحث في التراث، سعيد الجدياني، شكره لجميع الفاعلين، خاصة المديرية الإقليمية للثقافة بآسفي، والمجلس الإقليمي لآسفي، الذين ساهموا وساعدوا في ولادة النسخة الأولى من هذا المعرض الذي تحتضنه آسفي، مشيرا إلى أن المعرض يضم مجموعة من المصاحف النادرة من القرآن الكريم، واللوحات الخطية، وبعض التحف الخزفية الخاصة بالخط العربي.
من جهته، اعتبر المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بآسفي واليوسفية، أن هذا المعرض يعد مناسبة للتعريف بالتراث المخطوط وتاريخه، وتوثيق المصحف الشريف من مرحلة الخِطاطة إلى مرحلة الطبع، مضيفا أنه يشكل أيضا فرصة لإلقاء الضوء على وظيفة الخطاطة التي كانت وظيفة جد مهمة، والتي بدأت في الاندثار في زمننا الحاضر.
هذا، وأبدى منظمو هذا الحدث الثقافي المميز عزمهم على إضفاء البعد الإقليمي على هذه التظاهرة من خلال برمجة معارض مماثلة في مختلف أقاليم جهة مراكش آسفي.
