احتفلت النساء عبر العالم بيومهن العالمي الذي يصادف 8 من مارس كل سنة، والذي كان مناسبة ليس فقط للاحتفاء، بل وقفة لتأمل أوضاعها المرتبطة بمجالات متعددة. عن احتفال المرأة المغربية باليوم العالمي للمرأة ودلالته التقت مجلة فرح بالمحامية الشابة حنان ناصر وأجرت معها الحوار التالي:
[highlight color=”blue”]1) نرجو أن تقدمي للقراء سيرتك الذاتية في محطات مختصرة ؟[/highlight]
الأستاذة حنان ناصر محامية بهيئة الرباط ، بنت المدرسة العمومية في جميع أسلاك التعليم، أخت وسطى وسط اخوين اثنين ، ابنة مدينة سلا ، عضوه باتحاد المحامين الشباب بهيئة المحامين بالرباط مكلفة بلجنة الإعلام والتواصل ، حاصلة على الإجازة في القانون العام تخصص علم الإدارة ، السنة الثانية ماستر تدبير الموارد البشرية والمالية لإدارة الدولة والجماعات الترابية.
[highlight color=”blue”]2) نتوقف عند يوم المرأة العالمي الذي يحتفل به العالم في 8 مارس من كل سنة ماذا تقولين للمرأة المغربية بهذه المناسبة ؟[/highlight]
هذا يوم يشهد بالتاريخ النضالي للمرأة في العالم وخاصة المرأة المغربية التي لعبت دورا كبيرا في استرجاع استقلال المغرب ونضالها المتواصل والدائم في معركة المساواة والمناصفة التي بدونها لا يمكن تحقيق أي مجتمع ناضج ومتكامل وحداثي اغتنم هاته المناسبة لأتقدم بأحر التهاني وأصدق المتمنيات للمرأة المغربية بصفة عامة وللمرأة المحامية بصفة خاصة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، فبالنسبة لي 8 مارس هو رمز القوة والكفاح والنضال والمثابرة لكل نساء العالم .
وبهاته المناسبة أقول لكن سيداتي أن ورش المناصفة ومحاربة جميع أشكال التميز لم يصل بعد إلى المبتغى ويجب علينا مواصلة النضال والكفاح من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة.
[highlight color=”blue”]3) لماذا اخترت مهنة المحاماة ؟[/highlight]
لا يمكن تحقيق الذات إلا بتحقيق الكرامة الإنسانية المتمثلة في العيش الكريم التي تضمنه العدالة الاجتماعية من خلال مهنة المحاماة التي تدافع عن المظلومين وجلب الحقوق المكتسبة ،بالإضافة إلى أنني اعشق هاته المهنة رغم كونها مهنة المتاعب .
[highlight color=”blue”]4) ما هي التحديات التي واجهتك في مسارك المهني ؟[/highlight]
بوضع الأمور في سياقها الطبيعي فمهنة المحاماة كانت حكرا على الجنس الذكوري لطبيعة ممارستها ولكونها مهنة المتاعب وكوني امرأة وشابة ولجت المهنة في بداية العشرينات تأطرت على يد محامين رجال وكان طموحي فرض ذاتي وسط زملائي بكفاءتي ومثابرتي لأفرض نفسي داخل هذه المنظومة شأني شأن باقي القاضيات ، كاتبات الضبط وجميع العاملين داخل قصر العدالة وتغيير نظرتهم للمرأة المحامية بأنها يمكن لها أن تكون متميزة عنهم بالتكوين والصدق والانضباط في العمل والالتزام والصبر.
أما بخصوص التحديات التي تواجه المرأة المحامية بصفة خاصة هو كسر الخجل من خلال المواجهة التي تقتضيها مهنة المحاماة بجلب الحقوق لموكلها .
[highlight color=”blue”]5) برأيك حنان ما هو دور المرأة المحامية في تعزيز ثقافة المساواة بين المرأة والرجل ؟[/highlight]
إن مفهوم المساواة بين النساء والرجال يجب أن ينظر إليه من منظور أكبر من الحقوق والواجبات في نطاق العلاقة المحدودة بين الرجل والمرأة من حيث توزيع المهام مناصفة بين الرجل والمرأة وللمرأة المحامية دور كبير وايجابي في تعزيز وترسيخ ثقافة المساواة بين الجنسين لكونها امرأة حقوقية من الدرجة الأولى ومتشبعة بثقافة المساواة من خلال تكوينها و تأطيرها وممارساتها اليومية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان الخ …
[highlight color=”blue”]6) ولوج النساء لمهنة العدول بالمغرب خطوة جديدة في مسار تحديث منظومة العدالة وتفعيل مقتضيات الدستور، هل في نظرك أن دخول المرأة لمهنة عدول سينهض بهذا المجال الذي ظل حكرا على الرجال لعقود كثيرة ؟[/highlight]
هناك جدل قانوني وفقهي كبير حول دخول المرأة لممارسة مهنة العدول إلا أنني كمحامية أرى أن المرأة سيكون لها دور ايجابي وكبير في النهوض بهاته المهنة التي كانت حكرا على الرجال منذ القدم وذلك بإيجاد وخلق صيغ مناسبة لاشتغال النساء في مهنة العدول دون التعارض مع تعليمات الدين الحنيف لكي لا ننسى أننا داخل دولة إسلامية.
وبالتالي فالمرأة أثبتت من خلال ممارستها أن لها كامل الطاقة والاستيعاب لتحمل جميع المهن الأكثر صعوبة التي كانت حكرا على الرجل فقط وقد دخلتها النساء وفرضت وجودها وتميزها وبذلك فالمرأة الممارسة لمهنة العدل أكيد ستكون إضافة نوعية في هذا المجال وستعطي انطلاقة أخرى للمغرب الحداثي المعاصر تماشيا مع الخطاب الملكي السامي في هذا الباب ودستور 2011 .
إذ أن المغرب الحداثي لم يعد يرى في المرأة فقط الإنجاب وتربية الأطفال والعناية بالبيت بل استطاعت النساء بالرغم من المسؤوليات المنزلية أن يطورن من أنفسهن والتوفيق بين التزاماتهن المنزلية والمهنية وتميزت عما كان الرجل يمارسه من مهن بكفاءتها ومثابرتها والتجربة التي راكمتها فمثلا المرأة مارست مهنة الحدادة ، السباكة ، البستنة ، الجزارة ، سياقة القطار والحافلات العمومية والطائرات وغيرها من المهن التي ارتبطت بالرجال سابقا وأبدعت فيها وكسرت النظرة التقليدية للمرأة ومن هنا يستنتج انه كما نجحت في المهن المذكورة سلفا أكيد سيكون لها وزن في مجال مهنة العدول شريطة التقيد بتعاليم الدين الإسلامي ومنظومة خطة العدالة.
[highlight color=”blue”]7) ما هي أنواع القضايا التي يستقبلها مكتبكم ؟[/highlight]
بحكم أنني في بداية مشواري المهني فمكتبي متنوع في استقبال قضاياه هناك الإداري ، التجاري ، الأسرة ، المدني ، في بعض الأحيان القضايا الجنحية ، قضايا حوادث السير إلا أنني أميل إلى القضايا الإدارية بحكم تخصصي في بداية مشواري الدراسي لكن طبيعة الممارسة اليومية تحتم عليك استقبال جميع القضايا شريطة أن تتناسب مع توجهك ومبادئك.
[highlight color=”blue”]8) ما هي أهم القضايا التي مرت عليك منذ أن بدأت نشاط المحاماة ؟[/highlight]
– المحامي لكي يكون محاميا ناجحا يجب ان يعطي جميع قضاياه نفس الاهتمام والعناية وليس أن يهتم بقضية أو موكل على حساب أخر .وبالتالي فأنا بمجرد الموافقة على النيابة والدفاع في قضية معينة أعطيها نفس الأهمية ونفس الاهتمام بغض النظر إن كانت قضية كبيرة أو صغيرة .
[highlight color=”blue”]9) كيف تجدين استثمار المرأة لطفرة التكنولوجيا الحديثة والمعلوماتية ؟[/highlight]
التكنولوجيا الحديثة والمعلوماتية أصبحت جد مهمة في الآونة الأخيرة في حياة جميع الأفراد وليس المرأة فقط لكونها أصبحت تحتل أهمية كبيرة فيما يتعلق بتسهيل التواصل وكذا الحصول على المعلومة وبالتالي فاستثمار المرأة للتكنولوجيا بطريقة ايجابية طبعا سيسهل عليها من تطوير معارفها ومداركها العلمية .
[highlight color=”blue”]10) لو لم تكن حنان محامية ماذا كانت سوف تكون ؟[/highlight]
كنت سأكون محامية أكيد لأنني لا أرى نفسي أمارس أي مهنة أخرى غيرها
ممكن كنت سأكون فاعلة جمعوية في مجال حقوق الإنسان بحكم أنها قريبة نوعا ما من المحاماة .
[highlight color=”blue”]11) دور العائلة في مسار حنان ؟ [/highlight]
– العائلة تبقى جزء أساسي في الحياة وإذا كان هناك فضل على مساري الدراسي والمهني فهو من بعد الله سبحانه وتعالى هي عائلتي .
فمنذ بداية الدراسة كعموم الأسر كانت عائلتي ولا سيما الأب يسعى إلى تشجيعي وتوفير كل الإمكانيات من أجل الاجتهاد في الدراسة وبعدها العمل وأحس بفخر في عينيه في كل نجاح أحققه لكن أهم ما ترك أثرا في مساري المهني والعائلي هي صرامة الأب التي كان يتميز بها ولدت في شخصيتي طفرة نوعية في الصرامة المهنية والاعتماد على الذات ومواجهة التحديات.
[highlight color=”blue”]12) حنان والسفر قصة عشق لا ينتهي ما السبب ؟[/highlight]
الانفتاح على ثقافات أخرى، توسيع المدارك المعرفية، خلق صداقات جديدة، المتعة والاستجمام، ناهيك على كون المحامي نظرا للظروف الصعبة التي تمارس فيها مهنة المحاماة وتلقي مشاكل الموكلين باستمرار فالمتنفس الوحيد إلى جانب الرياضة هو السفر لتجديد الطاقة.
[highlight color=”blue”]كلمة أخيرة[/highlight]
من هذا المنبر أريد أن أشكر مجلة فرح على مبادرتها الطيبة باختيار الشباب ومحاولة التقرب منهم ومعرفة مسارهم الدراسي والمهني .