أسدل الستار، أمس الثلاثاء بمدينة الداخلة، على فعاليات الدورة الجهوية الأولى لبرلمان الطفل (موسم 2023-2025)، التي شهدت مشاركة 23 طفلا برلمانيا من أكاديميات التربية والتكوين التابعة للجهات الجنوبية الثلاث، كلميم – واد نون، والعيون – الساقية الحمراء، والداخلة – وادي الذهب.
ونُظمت هذه الدورة، التي احتضنها مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، على مدى يومين، تحت شعار “لكل طفل الحق في الصحة النفسية”، تفعيلا لمضامين خارطة الطريق 2022 – 2026، خاصة البرنامج الرابع المتعلق بالأنشطة الموازية، الذي يروم الانفتاح والتفتح، وتعزيز قيم المواطنة لدى الناشئة.
وفي هذا الصدد، أكدت ممثلة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فاطمة أكرو، أن أشغال هذه الدورة تشكل فرصة للنقاش حول حقوق الطفل والتفكير في أولويات الاشتغال على المستويين المحلي والجهوي، بهدف ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية لدى الأطفال البرلمانيين، وتمكينهم من الاضطلاع بدورهم كسفراء لقضايا الطفولة وفاعلين في التنمية الجهوية.
وأوضحت أن وزارة التربية الوطنية عملت، في إطار المقاربة التربوية وتماشيا مع أهداف خارطة الطريق 2022 – 2026، على إرساء الآليات الكفيلة بتربية الناشئة على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة وفضائل السلوك المدني وثقافة احترام الآخر، سواء من خلال ما يتضمنه المنهاج التربوي أو من خلال أنشطة الحياة المدرسية.
من جانبها، أبرزت المديرة التنفيذية للمرصد الوطني لحقوق الطفل، إحسان المقرئ الإدريسي، أن صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم ارتأت ضرورة النهوض بالصحة النفسية للطفل، على إثر التراكمات الناجمة عن جائحة كورونا والحجر الصحي الذي تلاها وكارثة زلزال الحوز، وهي عوامل كانت سببا في انقطاع دورات برلمان الطفل خلال السنوات الأخيرة.
وأوضحت أن الأطفال المشاركين سيستفيدون من تكوينات موجهة في مجال الصحة النفسية من طرف ممثلي اختصاصيين في الصحة النفسية للطفل من المستشفيات الجامعية بالمملكة، وكذا من وكالة التنمية الرقمية لتدارس خطورة تواجد الأطفال بالمجال الرقمي وأثر ذلك على صحتهم النفسية.
هذا، وعرف اليوم الأول من فعاليات هذه الدورة الجهوية، تقديم عرض ومناقشة حول المرصد الوطني لحقوق الطفل كمؤسسة وطنية مستقلة لصالح الطفولة، وكذا التعريف بالاتفاقيات الدولية لحقوق الطفولة، وكذا ببرلمان الطفل، بالإضافة إلى تنظيم تكوينات في مجال الصحة النفسية للطفل، ومجال الثورة الرقمية وآثارها.
بينما شهد اليوم الثاني، تنظيم ورشات وجلسات تفاعلية ونقاش عام حول أولويات اشتغال الأطفال البرلمانيين على مستوى الجهات الجنوبية الثلاث، ومناقشة عامة لميثاق برلمان الطفل، بالإضافة إلى انتخاب ممثلي الأولويات وانتخاب عضوين من لجنة التحكيم.
وتجدر الإشارة إلى أن برلمان الطفل يتكون من 395 عضوا تتراوح أعمارهم بين 10 و16 سنة، من بينهم أطفال مدارس الفرصة الثانية والمجالس التلاميذية، ممن تم اختيارهم على أساس التفوق الأكاديمي أو مواهبهم في مجالات مختلفة، أو بناء على مشروع متعلق بحقوق الطفل يتم تقديمه أمام لجنة مشكلة لهذا الغرض. الداخلة برلمان الطفل