قضت محكمة فرنسية، الثلاثاء، بتبرئة المخرج البولندي رومان بولانسكي، من ملابسات قضية رفعتها ضده الممثلة البريطانية شارلوت لويس.
ولاحظت المحكمة “هوّة كبيرة بين إعجاب (الممثلة) بالمخرج وتقديرها له الذي جاهرت به حتى عام 2010، وبين إثارتها الطبيعة العنيفة لعلاقتهما عندما قررت المشاركة في الاقتصاص منه”، معتبرة أن التصريحات موضوع الدعوى لا تنطوي على ما مِن شأنه المساس بشرف ومكانة طرف الادّعاء الشخصي.
فيما اعتبر القضاة في محكمة الجنايات في باريس أن ما أدلى به بولانسكي بمثابة “حكم قيمي على الطبيعة المتقلبة للمدّعي الشخصي”.
وفي تعليقه حول الواقعة في مقابلة مع مجلة “باري ماتش” في دجنبر 2019، وصف بولانسكي، المتهم من طرف مجموعة من النساء من ضمنهن شارلوت لويس بالاعتداء عليهنّ جنسياً واغتصابهنّ، اتهامات الممثلة البريطانية بأنها “افتراء مقيت”، مضيفا أن “الصفة الأولى للكذاب الجيد هي الذاكرة الممتازة.
ولم يكن مطلوباً من قضاة الغرفة الجنائية السابعة عشرة في باريس المتخصصة في قضايا الإعلام، أن يفصلوا في ما إذا كان رومان بولانسكي اغتصب لويس أم لا، ولكن فقط أن يقرروا ما إذا كان المخرج استخدم بشكل مسيئ أم لا حريته في التعبير في حديثه إلى “باري ماتش”.
وصرحت وكيلة الدفاع عن بولانسكي المحامية، دلفين مييه، واصفة قرار المحكمة بالمهم، مشيرة إلى أن “التشكيك جائز في أقوال من تُدلي بالتهمة”.
من جانبها، أعربت شارلوت لويس عن شعورها بالحزن قائلة “إنه يوم حزين جداً بالنسبة للنساء اللواتي يشتكين على المعتدين عليهن”.
فيما أكد محاميها، بنجامان شويه، أن موكلته ستستأنف الحكم “على الأرجح”، معتبراً أن “الأمر لم ينته بعد”.
وحكت شارلوت لويس في مؤتمر صحافي في ماي 2010، خلال فترة مهرجان كان، أن بولانسكي اعتدى عليها جنسياً أثناء عملية اختيار للممثلين في منزله في باريس عام 1983، عندما كانت تبلغ 16 عاماً.
غير أن وكلاء الدفاع عن بولانسكي سعوا إلى إظهار ما وصفوه بـ”تناقضات” لويس من خلال إبراز مقابلة مع الممثلة نشرتها صحيفة “نيوز أوف ذي وورلد” البريطانية عام 1999، والتي جاء فيها “أردتُ أن أكون عشيقته (…) ربما أردتُ ذلك أكثر مما أراده”.
لكن شارلوت لويس وصفت هذا الاقتباس سنة 2010 بأنه “غير دقيق”، لافتة أمام المحكمة الباريسية في مارس الماضي أن المخرج البولندي كاد أن يدمر حياتها بعد أن اغتصبها، وموضحة أنها اضطرت للصمت طويلاً قبل الكشف عن هذه الحادثة.
ويعتبر إسم رومان بولانسكي مطلوبا لدى الولايات المتحدة بتهمة اغتصاب فتاة كانت تبلغ 13 عاما عام 1977، كما تواجهه اتهامات أخرى عدة بالاعتداء الجنسي يعود تاريخها إلى عقود مضت أي أنها تجاوزت مهلة التقادم، وهي الاتهامات التي ينفيها بشكل قطعي.
والجدير بالإشارة أن المخرج البولندي لديه في رصيده أعمال كثيرة حققت نجاحاً كبيراً، من ضمنها الأفلام الحائزة على جوائز الأوسكار من قبيل “روزميريز بيبي” و”تشايناتاون” و”ذي بيانيست”.