كلاوديا شينباوم… من المختبر العلمي إلى الكرسي الرئاسي

- Advertisement -

دخلت عالمة المناخ كلاوديا شينباوم التاريخ كأول رئيسة للمكسيك، بعد فوزها الكاسح في الانتخابات الرئاسية، لتدشن مشوارها في حركة التغيير ذات التوجه اليساري، التي أطلقها الرئيس المنتهية ولايته، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور.

وبهذا الفوز، أصبحت أول امرأة تتقلد أعلى منصب في البلاد، بعد 200 عام على تأسيس الجمهورية، وقد وعدت بـ”مواصلة بناء دولة رفاه حقيقية تسودها المساواة بين الجنسين وكافة الفئات وجميع مناطق البلاد”، تنفيذا لأجندة الحزب، المعروفة بحركة “التحول الرابع”.

وفي الوقت الذي كانت فيه الفجوة شاسعة بين الجنسين في مجال العلوم في المكسيك، اختارت شينباوم، التي تعد ابنة لعالمين من أصل بلغاري يهودي، وهي في سن صغيرة، دراسة العلوم عوض الفنون.

وتفتخر شينباوم نفسها بكونها “ابنة عام 68″، نسبة للحراك الاجتماعي الذي شهده العالم آنذاك، متذكرة بداياتها الأولى في “النضال السياسي” بالجامعة المكسيكية، حيث انخرطت في النشاط السياسي داخل الحرم الجامعي، بالموازاة مع دراستها للفيزياء في الجامعة الوطنية المستقلة للمكسيك، متمكنة من قيادة الحركات الطلابية في سنوات الثمانينات، قبل أن تتخصص في ما بعد، في مجال الهندسة البيئية، وتصبح باحثة بمعهد الهندسة التابع للجامعة.

بعد زلزالي شتنبر 1985، بدأت شينباوم تكوينها السياسي الفعلي، بعدما انضمت طالبة الفيزياء، حينئذ، إلى تأطير فرق للإنقاذ وإزالة الأنقاض ودعم الضحايا، إلا أن أول تجربة حزبية لها كانت في صفوف حزب الثورة الديمقراطية عام 1989، حيث التقت بأحد قياديي الحزب، لوبيز أوبرادور الذي ترشح آنذاك لرئاسة حكومة محلية، وأوكل لها منصب وزيرة للبيئة، اضطلعت على الخصوص بتدبير أزمة التلوث البيئي، أحد أهم الملفات الحارقة.

وأشرفت عالمة المناخ بين سنتي 2000 و2006، على أشغال بناء المترو وأول ممرات للدراجات الهوائية في العاصمة المكسيكية، قبل أن تتولى مهمة المتحدثة باسم الحملة الرئاسية للمرشح آنذاك، لوبيز أوبرادور، الذي خسر الانتخابات في عامي 2006 و2012.

وأصبحت شينباوم، بعد فوز لوبيز أوبرادور بالرئاسة سنة 2018، أول امرأة تُنتخب رئيسة لحكومة مكسيكو المحلية، وهو المنصب الذي استقالت منه في 2023 واضعة نصب عينيها منصب رئاسة البلاد.

هذا، ويرى المراقبون للشأن السياسي أن شينباوم تسلمت فعليا “زمام قيادة البلاد” من الرئيس لوبيز أوبرادور، في العام الماضي، تمهيدا لترشحها وضمانا لاستمرارية الحزب في الرئاسة.