للمرة الأولى… أربع تونسيات ضمن الفائزين بجائزة براءات الاختراع

- Advertisement -

حلت أربع مهندسات تونسيات ضمن الفائزين الثلاثة الذين اختارهم المرصد الأوروبي لبراءات الاختراع (EPO)، بعدما صممن كرسيّا متحركا يمكن التحكم فيه بواسطة الموجات الدماغية والصوت وحركات الوجه.

ولم تمنع قتامة الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في تونس المخترعات الأربع من تحقيق ما صبون إليه. فبعد أن التقين على مقاعد الدراسة بالمعهد العالي للعلوم الطبية في تونس، وجمعهن طموح الشباب، طورن النموذج الأولي لتطبيقهنّ “موفوبرين” Moovobrain اعتبارًا من العام 2017، قبل أن يؤسسن شركتهنّ الناشئة Gewinner بعد ذلك بعامين.

واستلهمت المخترعات التونسيات هذا التصميم من مطوّرة الأعمال المشارِكة في تأسيس الشركة سُليمة بن تميم، التي اضطر عمّها بعد تعرضه لحادث خطير “إلى استخدام كرسي متحرك بعد أن أصيب الجزء العلوي من جسمه بالشلل”.

وفي هذا السياق، أكدت خولة بن أحمد، التي شاركت في التأسيس وتتولى الإدارة، خلال عرض توضيحي لهذا الاختراع في تونس، أن “أي حركة، حتى طلب الاستدارة نحو التلفزيون، يمكن أن تصبح مشكلة مرهقة جداً نفسياً للأشخاص ذوي القدرة المحدودة على التنقل”، إذ كانوا “لا يستطيعون التحدث، ولم تعد لديهم أي استقلالية”.

وأبرزت أن “القيمة المضافة” لهذا الاختراع تكمن في توفيره “أربعة حلول في حل واحد، هي التحكم عن بعد عبر لوحة كمبيوتر، وأيضًا من دون تحريك اليدين بالتحكم عبر الصوت، وإذا لم يكن الصوت متاحاً فبالإمكان الاستعانة بحركات الوجه أو ببساطة عن طريق التفكير” من خلال موجات الدماغ.

ولجمع أربع تقنيات في تطبيق واحد، وظفت كل مهندسة من الفريق معرفتها. فخولة تخصصت في ربط “واجهة الآلة بالدماغ” وسُليمة وسيرين العياري كُلفتا بالجزء المتعلق “بتطوير التطبيق والبرمجية”، في حين تولّت غفران العياري، أصغر المخترعات محور التعريف الصوتي.

هذا، ويتيح التطبيق أيضًا لمساعدي الأشخاص ذوي الإعاقة تلقي تنبيهات بناءً على التموضع ومستوى شحن بطاريات الكرسي أو الأدوات الأخرى مثل سماعة إرسال الموجات الدماغية.

من جهة أخرى، أكدت خولة بن أحمد أن كون الفريق مؤلفاً من أربع نساء شكّل “ميزة” لهذا المشروع “لأننا شاركنا في تحديات للنساء، وحصلنا على تمويل لرائدات الأعمال”، مشيرة إلى أن النساء يمثّلن نسبة تفوق 44 في المئة من المهندسين في تونس، وإلى أن ثمة “بيئة جيّدة” للعمل رغم الأزمة العميقة التي تعيشها الدولة التي انطلق منها “الربيع العربي” عام 2010.

وسيُعلن عن الفائزين بجائزة المخترعين الشباب Young Inventors Prize لسنة 2024، التي تكافئ “المخترعين الاستثنائيين الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عامًا”، في التاسع من يوليوز في مالطا، وتبلغ قيمة الجائزة الأولى 20 ألف يورو والثانية عشرة آلاف والثالثة خمسة الاف، حسب المكتب الأوروبي للبراءات.

وهذه هي “المرة الأولى التي يصل فيها فريق تونسي وعربي إلى المرحلة النهائية” لهذه المسابقة الدولية التي انطلقت في العام 2021، وفقا للمكتب الأوروبي للبراءات الذي سيمنح جائزة المخترع الأوروبي المرموقة في اليوم نفسه.