في إطار فعاليات “حوارات فورمنتور الأدبية” الذي أقيمت فعالياته ما بين 26 و29 شتنبر الماضي بمراكش، حاز الأديب الروائي المجري لاسلو كراسنا هوركاي، نهاية الأسبوع، على جائزة “فورمنتور” العالمية للأدب برسم سنة 2024.
وتسلم الأديب المجري المرموق هذه الجائزة في حفل أدبي رسمي، أقامته مؤسسة فورمنتور الثقافية الإسبانية، بالمدينة الحمراء، وهي المؤسسة التي دائما ما حرصت على تنظيم هذا الحدث سنويا.
ومُنحت هذه الجائزة للاسلو، الذي حرّر عديد النصوص الأدبية الشهيرة في مجال أدب المدينة الفاسدة (الديستوبيا)، عرفانا بجرأته القوية على سرد الواقع المتأزم وكشف تحولاته بلغة متماسكة عميقة، وانغماسه في دواخل النفس الإنسانية بأسلوب لغوي وجمالي يسافر بالمتلقي إلى عوالم الخيال الأدبي المشوِّق.
وقبل أن يُقام هذا الحدث الثقافي المحتفي بالروائي المجري، أعلنت المؤسسة المنظمة له، منتصف مارس الماضي في طنجة، عن قرار منحها الجائزة للاسلو كراسنا هوركاي، واصفة منجزاته الأدبية بالأعمال “التي تمتاز بأسلوب تأملي ودقيق في وصف مشاهد الحياة، واستكشافه لمشاعر الإنسان الداخلية”.
ورأت لجنة تحكيم الجائزة أن الأديب لاسلو كراسنا هوركاي يجدد تقاليد الأدب الأوروبي المعاصر، ويوقظ في القراء شعلة المطالعة العميقة، معتمدا على سلطته الأدبية.
والحري بالذكر أن لاسلو كراسنا هوركاي، الذي رأى النور في 5 يناير 1954 بالمجر، هو روائي وكاتب مجري، استطاع طيلة مساره الأدبي، الحصول على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، أبرزها جائزة البوكر الدولية سنة 2015.
واشتهرت رواياته بالسوداوية ووصف مرارة الواقع، ولعل أشهرها تمثل في رواية “تانغو الخراب” (1985)، ورواية “الحرب والحرب” (1999)، “كآبة المقاومة” (1989)، وهي الرواية التي فاز من خلالها لاسلو بجائزة البوكر الدولية.
كما تجدر الإشارة إلى أن جائزة “فورمينتور” العالمية للأدب تأسست سنة 1961، من قبل مجموعة من الناشرين الأوروبيين (الإسباني كارلوس بارال، الإيطالي خوليو إيناودي، الفرنسي كلود غاليمار، الألماني أرنست روهولت).
وأُطلق اسم “فورمينتور” على الجائزة تيمناً ببلدة فورمينتور الكائنة في جزيرة مايوركا الإسبانية والتي اشتهرت بتجمعاتها الأدبية.
هذا، وتُمنح الجائزة، التي قد تصل قيمتها المالية إلى أكثر من 50 ألف أورو، لكاتب واحد من أوروبا بشكل سنوي.
