يضرب عشاق الفن التشكيلي، يوم الجمعة 18 أكتوبر برواق كينت في طنجة، موعدا مع معرض فردي للرسام عادل الربيع، تحت عنوان “لوح ألواني”.
ويأخذ الفنان التجريدي عادل الربيع المتلقي معه في رحلة إلى عالم تصويري تمتزج فيه الألوان والأشكال والأنسجة، مُشكِّلة انعكاسًا عميقًا على الذاكرة والهوية.
ويلقي الربيع، من خلال لوحاته، الضوء على مجموعة واسعة من النغمات، حيث تكشف كل نغمة جزءًا من رحلته الشخصية، التي تتأرجح بين التأثيرات الفنية المحلية والعالمية.
كثافة تعبيرية غير لفظية
وبهذه المناسبة، يقول الشاعر والإعلامي شكري البكري عن أعمال عادل الربيع: “للوجدان لغات متعددة، وانسكاب الألوان لغة من هذه اللغات (…) والألوان بالنسبة لعادل الربيع كثافة تعبيرية غير لفظية. فاللون مثل اللغة، ينفعل ويتطور ويخشن ويلين وينغلق وينفتح. وهذا من سيرورة المشهدية التجريدية في المنجز التشكيلي لعادل ربيع الذي يحرص على استكشاف ألوان جديدة، ويركب جناح المغامرة الفنية بالمزج بين الغامق والمفتوح، وبين المتآلف والمتنافر”.
وأضاف شكري البكري في إضاءة حول تجربة عادل الربيع التشكيلية: “قد تبدو الألوان حبيسة مربعات ودوائر ومكعبات، وكأنها عوالم وأشكال مستقلة، لكنها تنصهر في البعد المجالي والجمالي للوحة، لتشكل في النهاية تلك الوجوه دون ملامح، والأفواه الفاغرة، والمدن المنتفضة على المعادلات الهندسية، وتكتُبَ لغتها الخاصة”.
ويخلص شكري البكري إلى أن ألواح عادل الربيع التشكيلية “مغامرة بحث مستمرة عن اللون/اللغة، والمعنى/الصخب”.
مجاوزة الفئات التشكيلية للتجريد
بدوره، أبرز الناقد الفني أمين بوشابة أن الانطباع الأول الذي ينشأ عند مشاهدة أعمال عادل الربيع هو الثراء الملموس للسطح المطلي، وانتشار المادة في كل مكان، معتبراً أن عادل الربيع يتجاوز الفئات الشكلية للتجريد ويعيد الاتصال بحساسية رمزية معينة.
وجاء في بلاغ المنظمين أنه يمكنك الشعور هنا بتأثير الرسام الفرنسي نيكولا دي ستايل، ليس في التكوين بقدر ما هو في النهج العميق للرسم، فالرسم عند دي ستايل فعل جسدي، وهو ارتباط الجسد بالمادة.
وبنفس طريقة دي ستايل، يتعامل الربيع مع سطح لوحاته كحقل قوى، حيث تتكشف المادة التصويرية، وتكثف، وتجوف، حتى تكاد تصبح منحوتة ثنائية الأبعاد، لتخلق نوعاً من الكارتوغرافيا الشعرية.
وتعتبر هذه الأنسجة السميكة، التي تم العمل عليها في طبقات متتالية، بمثابة الأثر المرئي لإيماءة الفنان، بين السيطرة والتخلي، بين التخطيط الصارم للتكوين والتخلي عن الغريزة الإبداعية.
وتتأرجح لوحات ربيع بين التجريد الهندسي والتصوير الشعري، بين عالم الأشكال النقية وعالم الانطباعات الحسية.
وهذه المادية تخلق عمقا متناقضا مع الطبيعة التجريدية للأعمال.
وحري بالذكر أن معرض “لوح ألواني” يستمر من 18 إلى الثلاثين من أكتوبر الجاري بقاعة العرض كينت بطنجة.