حوار: صوفية الصافي – مراكش
أصبحنا نعيش اليوم داخل عالم الضوضاء و كثرة الحركة، و مع ذلك تبرز بعض الشخصيات التي تنسينا النصف الفارغ من الكأس، وتملؤه بأناقة في إتقان واجبها اليومي، كالسيدة: بشرى فردوس، واحدة من السائقات المهنيات، اللاتي أخذن على عاتقهن مسؤولية نقل الركاب بكل أمان وراحة، تواجه تحديات الحياة بابتسامة و إصرار، و تستقبل المسافرين بكل أدب و حب.
“مجلة فرح” تسلط الضوء اليوم على الدور الحيوي الذي تلعبه سائقات الحافلات من خلال السائقة المهنية: المراكشية بشرى فردوس، التي فتحت قلبها لنا، وأخبرتنا بتفاصيل عملها اليومي الذي لا تغيب عنه المهنية والحس بالمسؤولية.
مرحبا بك معنا، عرفينا أكثر على بشرى فردوس
ما عساي أقول عن نفسي، أنا مراكشية أبا عن جد، أقطن بحي الجبيلات، متزوجة و أم لشابين.
دخولك للمجال كان مخططاً له أو جاء محل الصدفة؟
صراحة كان أمرا مخطط له، أحب هذه المهنة النبيلة التي أجد فيها نفسي، ولم أندم ولو لثانية على هذا الاختيار، حتى إن كل عائلتي شجعتتني. وأخص بالشكر الجزيل زوجي لدعمه المتواصل لي في كل خطوة أقوم بها.
كيف كان شعورك برحلتك الأولى كسائقة حافلة مهنية؟
كان مزيجا من كل المشاعر، خوف وارتباك، ناهيك عن الفخر بالوصول إلى غاية كانت حلما في يوم من الأيام، وكانت تظهر لي و لمعظم من حولي، أمرا صعبا بل مستحيلا. فأنا على يقين تام بأنه عندما تحب ما تقوم به، وتتقنه، يصبح مصدر فرح وسعادة.
هل تتعرضين لمضايقات، خصوصا كونك امرأة قررت اقتحام مجال كان بالأمس القريب حكرا على الرجال؟
عكس كل التوقعات، وجدت تشجيعا أنساني مرارة تلك المضايقات، والتي لم تكن بالأصل كثيرة. ولعله دليل على تقبل الناس لفكرة ألا شيء مستحيل أمام عزيمة المرأة.
ما رأيك ببعض الناس المتشبثين بالقول: ” هذاك غي سوكان العيالات”؟
مع كامل الأسف، هي مقولة قديمة قدم التاريخ، ولازالت لحدود اليوم تروج ما بين الفينة والأخرى. ولكنني أعتقد أن العكس هو السائد، فمعظم حوادث السير يتسبب بها الرجال لا النساء، فسياقة جل النساء دقيقة و هادئة، ويحترمن قانون السير.
كيف تستطيعين خلق التوازن ما بين عملك المهني و عملك داخل المنزل؟
الحمد لله بالنسبة لي، لم تعد لدي تلك المسؤولية الكبيرة تجاه أبنائي، بحكم أنهم شبان الآن وتجاوزوا ذالك السن الذي يتطلب مني التواجد معهم بكل صغيرة وكبيرة. والمرأة المغربية تستطيع التوفيق ما بين عملها ومنزلها بحكم قدرتها على تنظيم أمورها، وهنا استحضر مقولة أجدادنا: ” الفياق بكري بالذهب مشري”. لذا فانا أرتب أموري بمنزلي أولا ثم أتوجه إلى عملي دون هواجس.
هل هناك من تعليقات سلبية تصلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
مؤخرا كانت هناك صورة جمعتني بالفنانة المتألقة أمال التمار، ولكم أن تتخيلوا حجم التعليقات السيئة والتي لا تعبر إلا عن مستوى أصحابها. تعليقات أضحكتني ومنها: “سيري قابلي كوزينتك بقاليك غي السوكان”. و صراحة أستغرب لأمر هؤلاء. كما أريد تسليط الضوء على نقطة مهمة من خلال “مجلة فرح” ألا وهي أن المرأة لا تنافس الرجل بل تساعده، سواء كان زوجها أم والدها أم أخاها أم ابنها وأبناء أخواتها. وبالتالي لا يوجد مجال للحديث عن المنافسة بين الرجل والمرأة، بل الجميع يساعد الجميع.
ما هي الصفات التي يجب أن تتميز بها السائقة المهنية؟
أولا، الصبر ثم الصبر. فالمواقف التي يمكن أن تتعرض لها تستوجب منها هذه الخصلة. الرزانة. كما ينبغي أن تتحلى بحس من المسؤولية لأنها تحمل على عاتقها سلامة الركاب، مع ضرورة التحلي باللباقة في الحديث، خصوصا وأن عملنا يتطلب منا الابتسامة الدائمة بوجه الركاب، والبقاء دائما رهن إشارتهم، ناهيك عن التحلي بالكثير من الجدية والصرامة، دون نسيان الخبرة والمهنية.
ما هي نصيحتك للنساء المعجبات بهذا المجال، و مازلن لم يخطين الخطوة الأولى لتحقيق حلمهن؟
أخرجن و لا تترددن في المضي قدما في هذا المجال، حققن حلمكن ولا تكترثن للأعداء النجاح.
كلمة لقراء “مجلة فرح”
شكرا جزيلا لكم، ونصيحتي للجميع بتتبع “مجلة فرح” نظرا لما تتطرق إليه من مواضيع هادفة و أتمنى لكم كل التوفيق برحلتكم الأدبية.