شهد منتدى دولي في العاصمة البنمية، بنما سيتي، تسليط الضوء على السياسات والمبادرات التي أطلقها المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، لدعم تمكين النساء وتعزيز مشاركتهن الاقتصادية والاجتماعية.
وجمع المنتدى الذي انعقد مؤخراً، تحت عنوان “الممارسات الحكومية الجيدة من أجل الإدماج الاقتصادي للنساء وتمكينهن”، عددًا من المسؤولين والخبراء لمناقشة الدور المهم الذي تلعبه السياسات الوطنية في تحقيق المساواة بين الجنسين.
دور جلالة الملك في تعزيز حقوق المرأة
وأكدت نديرة الكرماعي، المنسقة السابقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن جلالة الملك محمد السادس حرص منذ توليه العرش على تحسين وضعية المرأة المغربية، بدءًا من إقرار مدونة الأسرة الجديدة في عام 2004، مرورًا بإصلاح الدستور في 2011، وصولًا إلى الإصلاحات الحالية في مدونة الأسرة.
وذكرت الكرماعي أن هذه الإصلاحات تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز حقوق المرأة في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الاقتصادي والاجتماعي.
برامج حكومية لتمكين النساء اقتصاديًا واجتماعيًا
وتطرقت الكرماعي إلى مجموعة من البرامج التي أطلقتها الحكومة المغربية بهدف تمكين النساء في شتى المجالات.
ومن أبرز هذه المبادرات الخطة الحكومية للمساواة التي انطلقت في مرحلتين: 2012-2016 و2017-2021، والتي تهدف إلى تعزيز ثقافة المساواة بين الجنسين.
كما استعرضت الكرماعي برنامج “مغرب التمكين” (2022-2030)، الذي يسعى إلى تعزيز ريادة الأعمال النسائية وتحقيق التمكين الاقتصادي للنساء.
بالإضافة إلى ذلك، تحدثت الكرماعي عن استراتيجية الجيل الأخضر (2020-2030)، التي توفر للنساء في المناطق القروية فرصًا للوصول إلى الأراضي الفلاحية، فضلاً عن برامج التكوين والتدريب في المجال الفلاحي.
كما تناولت جهود وزارة السياحة في دعم الصانعات التقليديات وتسهيل تسويق منتجاتهن داخل وخارج المغرب.
دور المجتمع المدني في دعم النساء
وأضافت الكرماعي أن المجتمع المدني المغربي يساهم بشكل كبير في هذه الجهود من خلال المبادرات التي تطلقها الجمعيات والتعاونيات.
وسجلت أن عدد التعاونيات النسوية يتجاوز 7,700 تعاونية، تشرف النساء على حوالي 60% من الجمعيات المغربية.
وأشارت إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تواصل تقديم الدعم المالي والبيداغوجي لهذه البنيات، بهدف مكافحة الفقر والهشاشة وتعزيز التنمية المستدامة.
إسهام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في النهوض بالنساء
واعتبرت الكرماعي أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعتبر شبكة أمان اجتماعي تهدف إلى تحسين ظروف معيشة الفئات الأكثر هشاشة، ودعم التماسك الاجتماعي.
وأكدت أن هذه المبادرة تسهم في تقوية قدرات الأفراد وتحسين فرص التشغيل الذاتي، خاصة بالنسبة للنساء والفئات الهشة.
التعاون الدولي وتعزيز المساواة بين الجنسين
من جانبها، قالت سفيرة المغرب في بنما، بشرى بودشيش، إن الإصلاحات التي شهدها المغرب منذ تولي جلالة الملك محمد السادس العرش قد شملت التركيز على المساواة بين الجنسين.
وأكدت بودشيش أن المغرب مستعد لتبادل تجربته في هذا المجال مع البلدان الشقيقة والصديقة.
أما نيوركا بالاثيو، وزيرة المرأة البنمية ورئيسة لجنة البلدان الأمريكية للنساء، فأكدت أن بنما تلتزم بتعزيز تمكين النساء من خلال ملاءمة سياساتها مع أهداف التنمية المستدامة، خاصة في ما يتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين.
ولفتت بالاثيو إلى أن تمكين النساء في بنما يعتبر جزءًا أساسيًا من الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
هذا، وشكل المنتدى فرصة هامة لتعميق النقاش وتبادل الأفكار حول قضايا التنمية وتحسين ظروف حياة الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.