ودع المغرب خلال اليومين الماضيين، ثلاثة من أبرز الشخصيات في مجالات الإعلام والفن والتاريخ، حيث توفي كل من الإعلامي والكاتب العربي بنتركة، والفنان محمد الخلفي، والباحثة في التاريخ لطيفة الكندوز.
هذا الفقدان العميق ترك أثراً كبيراً في المشهد الثقافي والفني المغربي، خصوصاً في هذه الفترة الزمنية الصعبة.
الإعلامي العربي بنتركة..قيدوم الإعلام المغربي
وكان الإعلامي العربي بنتركة، الذي وافته المنية يوم الجمعة، أحد الأسماء اللامعة في تاريخ الإعلام المغربي.
ووُلد بنتركة في الدار البيضاء عام 1945، وبدأ مشواره الإعلامي عام 1962 عندما انضم إلى الإذاعة والتلفزة المغربية.
وعلى مدى أكثر من 50 عامًا، أسهم بنتركة في تقديم أكثر من 30 برنامجًا متنوعًا في مجالات الثقافة والفن والأدب والترفيه، مما جعله واحدًا من المؤسسين الأساسيين للإعلام المرئي والمسموع في المغرب.
وترك بنتركة أثرًا كبيرًا في الإعلام المغربي من خلال مقالاته وكتاباته المتعددة التي تناولت مجموعة واسعة من المواضيع الثقافية والفنية والاجتماعية.
ومن أبرز مؤلفاته “العقل أولاً.. العقل أخيرًا”، و”إصلاح الإعلام… لا إعلام الإصلاح”.
إضافة إلى ذلك، كانت له إسهامات في مجال السيناريو والمسرح، حيث قدم العديد من الأعمال المسرحية والوثائقية التي تناولت القضايا الاجتماعية والثقافية في المغرب.
محمد الخلفي..الفنان الذي حمل الفن المسرحي والتلفزي على كتفيه
من جهته، فقدت الساحة الفنية المغربية أحد أبرز نجومها، الفنان محمد الخلفي، الذي توفي يوم السبت عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض.
وكان الخلفي، الذي وُلد في الدار البيضاء عام 1937، من الأوائل الذين تركوا بصماتهم في المسرح المغربي منذ الخمسينيات، حيث أسس “المسرح الشعبي” عام 1959، وشارك في تأسيس فرقة “الفنانين المتحدين”.
كما كانت له مساهمات كبيرة في التلفزة المغربية، وظهر في العديد من الأعمال المميزة مثل “التضحية” و”بائعة الخبز” وفي العديد من الأفلام المغربية البارزة.
كما لا يمكن نسيان مشاركته في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي حافظت على حضوره القوي قوي في ذاكرة الثقافية المغربية.
ومن أبرز أعماله مسلسل “لالة فاطمة”، حيث أضاف طابعًا خاصًا على شخصياته وتنوع أدواره.
لطيفة الكندوز..وفاة مؤلمة لمؤرخة تاريخية مغربية
وخلال يوم السبت نفسه، فقدت الساحة الأكاديمية المغربية الباحثة في التاريخ لطيفة الكندوز، التي رحلت بشكل مفاجئ نتيجة إصابتها أثناء أدائها لمهامها العلمية في “جمعية رباط الفتح”.
وكانت الكندوز واحدة من الأسماء اللامعة في مجال البحث التاريخي في المغرب، حيث كانت عضوة في الجمعية المغربية للبحث التاريخي ولجنة التاريخ البحري.
وحصلت الكندوز على شهادة البكالوريوس في التاريخ عام 1977، ثم تابعت دراستها حتى نالت شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر من جامعة محمد الخامس في عام 2002.
وتركت خلفها مجموعة من المؤلفات المتميزة، منها “الطباعة والنشر بسلا ودورها في مقاومة الاستعمار”، و”موقف المغاربة من التقنيات الحديثة”، التي أسهمت في فهم جوانب من تاريخ المغرب الحديث والمعاصر.
فقدان مؤثر للمغرب
إن وفاة هذه الشخصيات الثلاث تمثل خسارة كبيرة في مجالات الإعلام والفن والتاريخ في المغرب.
لقد ترك هؤلاء الأعلام إرثًا غنيًا في الثقافة المغربية، وشكلوا جزءًا من ذاكرة البلاد الفنية والعلمية، وسيظل تاريخهم حاضراً من خلال أعمالهم التي تركت أثرًا كبيرًا على الأجيال التي تلتها.
علاء البكري