في أمسية ثقافية مميزة، أقام بيت الشعر في المغرب، مؤخرا ، لقاء شعريًا في العاصمة الرباط، تم خلاله تقديم “أنطولوجيا الزجل المغربي المعاصر” التي صدرت حديثًا باللغة الإسبانية عن منشورات جامعة إشبيلية في إسبانيا.
الأنطولوجيا..جسر بين الثقافتين المغربية والإسبانية
وتعد هذه الأنطولوجيا من الأعمال الأدبية المتميزة التي تمثل المشهد الشعري الزجلي المغربي المعاصر، وتضم 240 صفحة من القطع المتوسط، حيث تُقدم قصائد الزجل المغربي الحديثة مترجمة إلى اللغة الإسبانية.
وتشمل الأنطولوجيا أعمال ثلاثة أجيال شعرية مغربية، مع تسليط الضوء على التعدد الثقافي واللغوي الذي يعكسه الشعر الزجلي المكتوب بالدارجة المغربية.
أجيال الزجل المغربي في الأنطولوجيا
وتتناول الأنطولوجيا ثلاثة أجيال من شعراء الزجل المغربي، بدءًا من جيل السبعينات، الذي يضم أسماء مثل أحمد المسيح، ورضوان أفندي، وإدريس المسناوي.
ثم جيل الثمانينيات، الذي يتضمن شعراء مثل حميدة بلبالي، وميمون غازي، وبوعزة الصنعاوي، ومراد القادري.
أما الجيل الثالث، فيشمل أسماء بارزة مثل يونس تهوش، وعادل لطفي، ومنصور لعميري، وزين الدين الشدادي، ودليلة فخري، وسارة أولاد لغزال، وصباح بن داوود.
غنى الأسلوب والشعر في الزجل المغربي
وتتميز قصائد الزجل المغربي المترجمة في هذه الأنطولوجيا بالاستعارات الرمزية، والرموز الثقافية العميقة، والأساطير التي تستدعي نصوصًا تاريخية وإنسانية غنية، وتعزز من تأثيرها الوجداني.
كما تسعى هذه القصائد إلى الكشف عن العالم وفهم جوهره الشعري العميق، مما يجعلها جسرا ثقافيا يعكس التجارب الإنسانية المتنوعة.
أهمية الأنطولوجيا في التبادل الثقافي
وفي تصريح له، قال مراد القادري، رئيس بيت الشعر في المغرب، إن إصدار هذه الأنطولوجيا يُعد خطوة مهمة في تعريف الشعر المغربي المكتوب بالدارجة إلى العالم.
وأضاف أن هذا المشروع الثقافي يفتح آفاقًا جديدة للشعر المغربي ويعرّف الآخر بتنوعه وتعدده. كما يُعتبر نقلة نوعية في إيصال الشعر المغربي إلى لغات أخرى، خاصة في القارة الأوروبية.
وأشار القادري إلى أن العمل على هذه الأنطولوجيا يساهم في إبراز أهمية الشعر المغربي وثرائه، ويشجع على التبادل الثقافي بين الشعوب.
وأكد أن بيت الشعر في المغرب سيستمر في دعم مثل هذه المشاريع التي تتيح للشعر المغربي العبور إلى ثقافات ولغات أخرى.
دور المترجمين في المشروع
من جانبه، أكد الأكاديمي والمترجم الإسباني، فرانسيسكو موسكوسو غارسيا، الذي ساهم في ترجمة الأنطولوجيا، أن هذا العمل يمثل “فرصة سعيدة” للتعريف بالزجل المغربي للناطقين بالإسبانية.
وأشار إلى أن هذه الأنطولوجيا هي الأولى من نوعها التي تصدر بهذا الحجم، مشددا على الأهمية التاريخية لهذا المشروع، خاصة أن الزجل، الذي انتقل من الأندلس إلى المغرب في الماضي، يعود اليوم إلى إسبانيا ليُعرض من جديد.
أنطولوجيا مزدوجة: الدارجة والإسبانية
وتعد “أنطولوجيا الزجل المغربي المعاصر” أول أنطولوجيا مزدوجة (دارجة/إسبانية) تُنشر بلغة ثيربانتيس، وقد أنجزها فريق من المترجمين الأكاديميين من المغرب وإسبانيا.
ويتعلق الأمر بفرانسيسكو موسكوسو غارسيا، وميرسيديس أرغون هويرتا، وحسن بوتكى، وسارة لي جيتنسبورغ.
وتُعد هذه الأنطولوجيا بداية جديدة لفتح آفاق واسعة للزجل المغربي في العالم، خاصة في السياق الثقافي الإسباني.