غادرت عالمنا، أمس الخميس، روزيتا ميسوني، المبدعة الإيطالية التي شاركت في تأسيس دار الأزياء الشهيرة “ميسوني” مع زوجها أوتافيو، عن عمر ناهز 93 عامًا.
روزيته ميسوني: من بدايات متواضعة إلى قمة الإبداع
رأت روزيتا جيلميني النور عام 1931 في شمال إيطاليا، وسط أسرة كانت تُصنع الشالات، ومنذ سن مبكرة، أظهرت شغفًا بالموضة والإبداع.
في سن 16 عامًا، التقت روزيتا لأول مرة بأوتافيو ميسوني، الذي كان أكبر منها بعشر سنوات ويمارس رياضة سباق الحواجز في الألعاب الأولمبية.
وكانت تلك بداية لرحلة طويلة من النجاح والإبداع في عالم الأزياء.
قبل أن يُسجل اسمهما في عالم الموضة، كانت روزيتا وأوتافيو قد أطلقا مشروعًا مبتكرًا يتمثل في صناعة “ملابس رياضية محبوكة” باستخدام الصوف الإيطالي الأزرق الفاتح.
وكان هذا الاختراع، الذي يسمح بارتداء السراويل دون الحاجة إلى خلع الحذاء الرياضي، هو بداية نجاحهما.
وقد جذب هذا الابتكار انتباه العديد من الاتحادات الرياضية الإيطالية، بما في ذلك اتحاد ألعاب القوى، الذي اعتمد هذه الملابس في أولمبياد لندن عام 1948.
إرث ميسوني: الألوان والخطوط المميزة التي عبرت الزمن
تزوجت روزيتا وأوتافيو عام 1953، وبدأت رحلتهما في تأسيس دار الأزياء “ميسوني” في ميلانو، التي أصبحت واحدة من أكثر العلامات التجارية شهرة في عالم الموضة.
وتميزت تصاميمهما بدمج الألوان الزاهية والخطوط المميزة والتعرجات وأشكال الأزهار، مما جعل ملابسهما محط إعجاب الصحافيين والمصممين المؤثرين حول العالم.
ووفقًا للخبير في الموضة جيانلوكا لونغو، فإن ما جعل تصاميم “ميسوني” فريدة هو “أسلوبها الذي يمكن التعرف عليه على الفور” وطابعه “العابر للزمن”، الذي جعل هذه العلامة تظل حاضرة في أذهان عشاق الموضة لعقود.
“ميسوني هوم” وتوريث الدار
في عام 1997، قررت روزيتا ميسوني تسليم إدارة الدار إلى ابنتها أنجيلا، حيث كرست نفسها لمجال آخر داخل الدار، وهو تصميم الديكور الداخلي من خلال علامة “ميسوني هوم”.
وساهمت في جعل هذه العلامة التجارية جزءًا من عالم الأثاث والديكور، ليضاف إلى إرث العائلة في مجال الإبداع.
إرث لا يُنسى
من خلال أعمالها، تركت روزيتا ميسوني بصمة لا تُمحى في عالم الموضة، باعتبارها شخصية غير عادية وأيقونة في التصميم والإبداع، نقلت بلمستها الفريدة قيمة الحرف اليدوية الإيطالية وميزت منطقة لومبارديا على مستوى العالم.
وتمثل وفاة روزيتا ميسوني خسارة كبيرة لصناعة الموضة، التي فقدت واحدة من أبرز روادها.
إلا أن إرثها الإبداعي سيظل حيًا في تصاميم “ميسوني” التي عبرت الزمن وستستمر في التأثير على الأجيال القادمة.
