يعد اليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف الـ27 مارس من كل عام، حدثاً عالمياً يمجد قوة الفن المسرحي والتعبير الثقافي، كما يعتبر مناسبة فريدة تنبعث منها إشراقة هذا الفن النبيل وتأثيره العميق على الحياة البشرية. إذ يمنح الناس الفرصة لفهم أعمق للقيمة الفنية والثقافية للمسرح ودوره في تعزيز الإبداع وتعزيز الحوار والتفاهم، بالإضافة إلى الاستمتاع بتجارب فنية متعددة تعكس جماليات الحياة بأساليب مبتكرة ومختلفة.
ويشهد اليوم العالمي للمسرح احتفالات عارمة في جميع أنحاء العالم، حيث يجتمع محبو الفن والثقافة للتعبير عن امتنانهم للمسرح بكل تنوعه وروعته. ولعل المملكة المغربية من بين الدول التي ستحتفل بهذا اليوم، ببرنامج فني مسرحي وطني احتفائي، تغطي فقراته مجمل المراكز الثقافية والمسارح وفضاءات العرض عبر مختلف جهات المملكة.
وتزامنا مع اختيار الإيسيسكو لمدينة مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي برسم سنة 2024، ستنظم وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة-، يوم الغد الأربعاء بسينما كوليزي بمراكش، الاحتفال الرسمي لليوم العالمي للمسرح لهذه السنة بمدينة مراكش تزامنا مع فعاليات هذه التظاهرة الهامة.
الاحتفال باليوم العالمي للمسرح
جاءت فكرة الاحتفال بـاليوم العالمي للمسرح في عام 1961، أثناء المؤتمر العالمي التاسع للمعهد الدولي للمسرح الذي أقيم في فيينا، باقتراح من رئيس المعهد حينذاك.
وبعد ذلك، اختار المركز الفنلندي التابع للمعهد في العام 1962، الذي كان مكلفا بتحديد يوم عالمي للمسرح كتاريخ للاحتفال بهذه المناسبة، إلى أن أضحت فعالياته تقام اليوم في أكثر من 90 مركزا تابعا للمعهد الدولي للمسرح في جميع أرجاء العالم، بمشاركة الجامعات والأكاديميات والمدارس الفنية وعشاق المسرح من مختلف الثقافات واللغات.
فعاليات الاحتفال… رسالة جون فوس
تتضمن فعاليات الاحتفال بـاليوم الدولي للمسرح مجموعة متنوعة من الأنشطة والأحداث المهمة. ومن بين السمات البارزة لهذه الفعاليات السنوية الرسالة العالمية لهذا اليوم التي تستعرضها شخصية فنية معروفة، والتي تبرز التاريخ العميق للمسرح ودوره في تعزيز ثقافة السلام والتسامح في عالمنا المعاصر.
وفي هذا الصدد، اختارت الهيئة الدولية للمسرح الكاتب المسرحي النرويجي جون فوس لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح ال 63 المعتمدة من قبل الهيئة الدولية للمسرح، وجاءت الرسالة تحت عنوان “الفن هو السلام”، وترجمها للعربية المخرج المسرحي التونسي أنوار الشعاف.
وتجدر الإشارة إلى أن جون فوس الذي ولد عام 1959، هو كاتب نرويجي مشهور عُرِف بمجموعة أعماله الواسعة التي تشمل المسرحيات والروايات والمجموعات الشعرية والمقالات وكتب الأطفال والترجمات.
ويتميز أسلوب فوس في الكتابة بالبساطة والعمق العاطفي، ما يجعله أحد الكتاب المسرحيين الأكثر أداءً في العالم. وفي عام 2023، حصل على جائزة نوبل في الأدب لمسرحياته المبتكرة ونثره الذي يمنح صوتًا لما لا يمكن قوله.