كشف استطلاع للرأي أُجري في فرنسا، نشرته وسائل إعلام محلية اليوم الأربعاء، أن 78% من الفرنسيين يؤيدون حظر ارتداء الحجاب في الجامعات وكذلك في الرحلات المدرسية.
وقد أجري الاستطلاع بواسطة المعهد المتخصص في بحوث التسويق والتحليل “سي إس إيه”، لصالح كل من “سي نيوز” و”أوروبا 1″ و”جورنال دو ديمونش”، وشمل عينة تمثيلية من أكثر من ألف شخص تجاوزوا سن الـ18 عامًا.
نتائج الاستطلاع: تأييد واسع للحظر.
وكشف الاستطلاع أن ثمانية من كل عشرة فرنسيين يدعمون فرض حظر على الحجاب في المؤسسات الجامعية وفي الرحلات المدرسية التي تُنظم للطلاب.
ويعكس هذا التوجه استمرار النقاشات المثارة في المجتمع الفرنسي حول الرموز الدينية، بما فيها الحجاب، داخل المؤسسات التعليمية.
الحظر في المدارس وتوسع النقاش.
وتُجرى هذه المناقشات في وقت تُطبق فيه القوانين الفرنسية بالفعل حظرًا على ارتداء الحجاب في المدارس والمعاهد الإعدادية والثانوية التابعة للدولة وكذلك في مؤسسات الخدمات العامة.
ورغم هذا الحظر، ظل الجدل مستمرًا بشأن السماح بارتداء الحجاب في الجامعات والمرافق الأخرى، مثل الرحلات المدرسية والمرافق الخاصة بالشركات.
تصريحات وزير الداخلية الفرنسي.
وفي خطوة لتأكيد الحظر، صرح برونو ريتايو، وزير الداخلية الفرنسي، في مقابلة مع صحيفة “لوباريزيان” الإثنين الماضي، بأنه يدعو إلى مراجعة قانون 2004 الخاص بالرموز الدينية في المدارس.
وأوضح ريتايو قائلاً: “لا يتوجب على المرافقات ارتداء الحجاب، فالحجاب ليس مجرد قطعة قماش، بل هو رمز مرتبط بالتيار الإسلامي، ويُعتبر علامة على دونية المرأة مقارنة بالرجل”.
وأثارت تصريحاته مزيدًا من الجدل حول تفسير هذا القانون ومدى تأثيره على الحقوق الدينية والمساواة بين الجنسين.
توجهات المجتمع الفرنسي.
وتُظهر هذه النتائج اتجاهًا واضحًا في المجتمع الفرنسي ضد الرموز الدينية في المؤسسات التعليمية والعامة، وتعكس أيضًا اهتمامًا متزايدًا بالقضايا المتعلقة بالهوية الدينية وحقوق المرأة في ظل الهويات الثقافية المتنوعة في فرنسا.
هذا، ويُعتبر هذا الاستطلاع بمثابة مؤشر على التطور المستمر للنقاش حول حرية الدين والمساواة بين الجنسين في فرنسا، في وقت تشهد فيه البلاد تزايدًا في تنوعها الثقافي والديني.
وتظل مسألة الحجاب من القضايا المثيرة للجدل التي تسلط الضوء على التحديات المرتبطة بالتوفيق بين الحرية الشخصية والتيارات الاجتماعية والسياسية في فرنسا.