تحت شعار “الصناعات الثقافية والإبداعية وتحديات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي”، انطلقت اليوم الأربعاء بالرباط، أشغال الدورة الـ 24 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الدول العربية.
ويشهد هذا المؤتمر حضور وزراء الثقافة العرب، بالإضافة إلى المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) ومديري المنظمات الإقليمية والدولية.
ويتناول المؤتمر العديد من القضايا المتعلقة بتطوير الصناعات الثقافية في المنطقة العربية، كما يتناول تحديد موعد ومكان عقد الدورة الـ 25 للمؤتمر.
جدول الأعمال: خطط استشرافية ومناقشة التوصيات المستقبلية
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر العديد من المواضيع الهامة التي تركز على تعزيز الصناعات الثقافية في العالم العربي.
ومن أبرز هذه المواضيع عرض الخطوط العريضة للخطة الاستشرافية لتطوير هذه الصناعات في الدول العربية تحت إشراف “ألكسو”.
إلى جانب عرض خلاصات اللجنة الدائمة للثقافة العربية واعتماد التوصيات الصادرة عنها.
المغرب يدعو إلى تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية في العالم العربي
وبهذه المناسبة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن اختيار “الصناعات الثقافية والإبداعية” موضوعًا لهذا المؤتمر جاء انطلاقًا من رؤية استشرافية تواجه بها البلدان العربية تحديات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن المغرب يطمح إلى جعل الصناعات الثقافية والإبداعية جزءًا أساسيًا من المنظومة التنظيمية للتظاهرات العالمية الكبرى، مثل كأس العالم لكرة القدم 2030، الذي سيُحتضن في المغرب، على أن يتواصل في السعودية في 2034.
ويرى بنسعيد أن هذه الفعاليات تمثل فرصة لتعزيز مكانة الصناعات الثقافية والإبداعية في الساحة الدولية.
وأشار إلى أن الوطن العربي يمتلك إمكانيات هائلة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، لكنه يحتاج إلى منصة احترافية تجمع جميع هذه الحلقات وتفتح أسواقًا واسعة لترويج هذه المنتجات في العالم العربي.
وفي هذا السياق، اقترح أن تُعقد أول دورة لمنتدى الصناعات الثقافية والإبداعية في المغرب عام 2026، على أن يتم تنظيم الدورات اللاحقة بالتناوب بين الدول العربية الأعضاء في “ألكسو”.
استراتيجيات المغرب في دعم الصناعات الثقافية
وأبرز الوزير أن المغرب اعتمد، بتوجيهات ملكية سامية، استراتيجية تنمية وتثمين الرأسمال البشري، والتي تُترجم إلى إجراءات تشريعية وتنظيمية تعزز الحريات وتنمي حقوق الإنسان.
وأوضح أن هذا التوجه الاستراتيجي يشمل النهوض بالقطاع الثقافي، حيث أطلقت المملكة مخططًا يركز على الصناعات الثقافية والإبداعية كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي.
كما أشار إلى التعاون المثمر مع صندوق الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، في إطار برنامج “التراث الثقافي والصناعات الإبداعية كقاطرة للتنمية في المغرب”.
السعودية تدعم الصناعات الثقافية في ظل التحول الرقمي
من جانبه، أشاد صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية، بتنظيم المغرب لهذه الدورة المهمة، معتبرا أن الثقافة تعد الركيزة الأساسية لهويتنا وتاريخنا.
وأشار إلى أن التحول الرقمي يشكل تحديًا للعديد من القطاعات، لكنه في ذات الوقت يمثل فرصة كبيرة لتعزيز القطاع الثقافي.
كما سلط الضوء على المبادرات التي تتبناها المملكة لتعزيز الصناعات الثقافية في ظل التقنيات الحديثة.
دور “ألكسو” في تنسيق العمل الثقافي العربي
من جهته، أكد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، محمد ولد اعمر، أن الفترة بين الدورة الحالية والدورة الماضية للمؤتمر كانت فرصة لتطوير برامج المنظمة وتعزيز التعاون الثقافي العربي المشترك.
وذكر أن المنظمة نجحت في التكيف مع التحولات العالمية، وتغلبت على تحديات الأزمة الصحية العالمية، من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي تدعم القيادات الثقافية وتعزز الاقتصاد الإبداعي وحماية التراث الثقافي في العالم العربي.