يشكل برنامج “وفيرة” الهادف إلى تمكين العاملات المغربيات الموسميات وتطوير مهاراتهن المهنية، أداة فعالة في تحقيق التنمية السوسيو- اقتصادية لمجتمعاتهن المحلية.
ويسعى برنامج “وفيرة” إلى تحسين وضعية العاملات الزراعيات الموسميات اللائي يسافرن سنويًا إلى إسبانيا للعمل، من خلال تزويدهن بالمهارات اللازمة لتأسيس مشاريعهن الخاصة المدرة للدخل بعد العودة إلى المغرب.
كما يروم البرنامج تمكين هؤلاء النساء اقتصادياً وتوفير الدعم التقني والمالي لهن، مما يساعدهن في أن يكنّ فاعلات في تحسين الظروف المعيشية لمجتمعاتهن.
وتتمثل إحدى أبرز مميزات البرنامج في توفيره الفرصة للعاملات للعمل في مختلف المناطق الإسبانية مثل هويلفا، ألباسيتي، سيغوفيا، وكانتابريا لمدة تتراوح بين 3 إلى 9 أشهر.
وخلال هذه الفترة، تتعاون الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات مع المشاركات، حيث تقوم بتقديم الدعم الكامل لهن خلال عملية الحصول على التأشيرات، إلى جانب تنظيم ورشات تحسيسية تهدف إلى توعية العاملات بجوانب العمل في الخارج، بنود العقود، التشريعات المعمول بها، بالإضافة إلى تعريفهن بثقافة المجتمع الإسباني.
التعاون بين المغرب وإسبانيا: تعزيز الهجرة الدائرية وتمكين المرأة
وبمناسبة اختتام النسخة الأولى من برنامج وفيرة، صرحت وزيرة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، إلما سايز، على أهمية التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال الهجرة الدائرية، الذي يهدف إلى الجمع بين التنمية الاقتصادية وتمكين المرأة وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشارت الوزيرة إلى أن هذا التعاون يساهم في تحسين حياة العديد من النساء المغربيات، حيث استفادت 209 نساء من هذا البرنامج، مما أتاح لهن تطوير مهاراتهن الشخصية والمهنية، وبالتالي الإسهام في التنمية المحلية بمجتمعاتهن.
وأوضحت أن 100% من المشاركات أعربن عن رغبتهن في تجديد تجربتهن، في حين أكد أكثر من 66% منهن حدوث تحسن ملحوظ في مهاراتهن المهنية والشخصية.
تأثير إيجابي على المشاركات والمجتمعات
ويلعب برنامج “وفيرة” دورًا كبيرًا في تمكين المرأة المغربية وزيادة مشاركتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، إذ يبرز كيف يمكن للهجرة الدائرية أن تكون رافعة للنمو والتحول.
وذكرت الوزيرة الإسبانية أن البرنامج يشمل مجموعة من القطاعات المتنوعة، ما يعزز من فرص النساء للمساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعاتهن المحلية.
وأوضحت السيدة سايز أن هذا التعاون بين المغرب وإسبانيا يعد نموذجًا يجب الاحتذاء به في مجالات التعاون الثنائية.
وشددت على ضرورة الاستمرار في تطوير هذه الشراكة بشكل يضمن إدارة أفضل لحركية الأفراد وتعزيز فاعلية هذه المبادرات في المستقبل.
توسيع نطاق التعاون وتعزيز مشاريع الهجرة الدائرية
وأكدت وزيرة الهجرة الإسبانية أن زيارتها الحالية إلى المغرب تهدف إلى تعزيز مشاريع الهجرة الدائرية وتوسيع نطاق التعاون بين البلدين.
وستشمل الزيارة تقييم نتائج البرنامج واستكشاف إمكانيات توسيعه، مع التأكيد على أن إرادة سياسية قوية هي ما يمكن أن يساهم في تعزيز مثل هذه المبادرات في المستقبل.
واختتمت السيدة سايز تصريحاتها بالقول إن هذه الزيارة ستتضمن مجموعة من اللقاءات والمبادرات التي ستعمل على تعزيز وتوسيع البرامج التي أثبتت فعاليتها في خدمة البلدين والمستفيدين منها.
جدير بالذكر أن برنامج “وفيرة” يتم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي في إطار آلية مرفق شراكة الهجرة (MPF)، ويهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا من خلال التعاون في مجال الهجرة النظامية والتنمية المستدامة.