مشغل الصوت
أعلنت شركة الشحن الإسبانية “بالياريا” عن تدشين أول خط بحري كهربائي بالكامل يربط بين ميناء طريفة الإسباني وميناء طنجة المدينة المغربي.
ويأتي هذا الإعلان في إطار مشروع طموح يهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية في قطاع النقل البحري.
ويُعتبر هذا المشروع خطوة رائدة في مجال الابتكار والتحديث، حيث سيسهم في تحقيق الحياد الكربوني.
خط بحري صديق للبيئة بين إسبانيا والمغرب
وتم تقديم المشروع خلال الدورة 45 من المعرض الدولي للسياحة “فيتور 2025” في مدريد، حيث كشف رئيس شركة “باليريا”، أدولفو أوتور، عن تفاصيل المشروع الذي يعكس تعاونًا مثمرًا بين القطاعين العام والخاص.
ويُعد هذا الخط البحري أول ممر كهربائي صديق للبيئة بين إسبانيا والمغرب، ما يعزز من الجهود المستدامة لكهربة البنية التحتية للموانئ على ضفتي مضيق جبل طارق.
سفن كهربائية بدون انبعاثات كربونية
وسيتم تشغيل الخط البحري باستخدام سفينتين كهربائيتين بنسبة 100%، مما يعني أنها ستعمل بدون أي انبعاثات كربونية.
وتُبنى السفينتان التوأم في حوض بناء السفن “أرمون”، حيث من المتوقع أن تستغرق عملية البناء حوالي عامين ونصف.
وتعتمد السفن على بطاريات بسعة إجمالية تبلغ 39 ميجاوات في الساعة، مما يسمح لهما بالقيام برحلات خالية من الانبعاثات لمسافة تصل إلى 18 ميلاً.
نظام شحن مبتكر وصديق للبيئة
ويُعاد شحن بطاريات السفن بالكامل خلال توقفها لمدة ساعة في كل ميناء، باستخدام نظام متطور يتضمن أذرعًا روبوتية مبتكرة.
كما سيكون هناك مولدات احتياطية تعمل بالديزل لضمان استمرارية الخدمة في حالات الطوارئ. وهذا يعكس التزام “باليريا” بالتوازن بين الابتكار والاستدامة في حلول النقل البحري.
تعزيز التعاون بين إسبانيا والمغرب
ويأتي هذا المشروع في وقت يشهد فيه التعاون بين إسبانيا والمغرب زخماً كبيراً، حيث أشادت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، بالمبادرة واعتبرتها “مبتكرة ومستدامة”.
وأكدت أن المشروع سيعزز العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى دعمهما المشترك في تنظيم كأس العالم 2030.
من جانبه، أكد كاتب الدولة الإسباني للنقل والتنقل المستدام، خوسيه أنطونيو سانتانو كلافيرو، أن هذا المشروع يعكس القيم المشتركة بين البلدين ويعزز من الروابط التاريخية والثقافية بين ضفتي المتوسط.
بدوره، أشار رئيس هيئة الموانئ في الجزيرة الخضراء، خيراردو لاندالوسي، إلى أن هذا الخط البحري المستدام، الأول بين المغرب وإسبانيا، من شأنه تعزيز التعاون والشراكة بين موانئ ضفتي المضيق والروابط التاريخية بين المملكتين.
خطوة هامة نحو الحياد الكربوني
ويُعتبر هذا الخط البحري جزءًا من استراتيجية شركة “باليريا” لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهو يمثل نموذجًا رائدًا في قطاع النقل البحري المستدام.
ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تحسين استدامة النقل بين القارتين الأوروبية والأفريقية، ويُعد بمثابة إنجاز بيئي وتقني يتماشى مع أهداف النمو الأخضر والتطور المستدام في النقل البحري.
