مشغل الصوت
بعد ثلاثة أشهر من التدريبات المكثفة، نجح الفريق المغربي في تقديم عرض مبهر في نهائي كأس العالم للحلويات، الذي أُقيم في إطار المعرض الدولي للمطاعم والفندقة والأغذية “سيرا” في مدينة ليون الفرنسية.
وجمعت المنافسة، التي أقيمت تحت شعار “التراث الوطني” في نسختها لعام 2025، أفضل الفرق الدولية في مجال الحلويات من مختلف أنحاء العالم.
ابتكار مغربي مستوحى من “التبوريدة”
وتُوجت مشاركة المغرب بإبداع فني مستوحى من فن “التبوريدة”، وهو أحد ألوان التراث الشعبي المغربي.
هذا العمل، الذي جمع بين منحوتة الشوكولاتة والكعك المثلج وحلويات المطاعم، لاقى إعجاباً كبيراً من لجنة التحكيم التي تضم نخبة من الطهاة والنقاد العالميين.
وقد تم تقديمه مساء الجمعة، في ختام اليوم الأول من المنافسة، ليكون بمثابة تحفة فنية مغربية تُظهر براعة الطهاة المحليين.
الفريق المغربي: مزج بين التقاليد والابتكار
تحت إشراف الطاهي رشيد واكاس، تكوّن الفريق المغربي من عمر الديب، المتخصص في الإبداعات السكرية، ومحمد اليزيدي في فن الشوكولاتة، ومحمد العمراوي في الكعك المثلج.
وتمثل الهدف الرئيسي للفريق في تقديم إبداعات تتماشى مع الموروث الثقافي المغربي، لكن بتقنيات مبتكرة ومميزة.
نجاح في التأهل والمشاركة الدولية
وتمكن الفريق المغربي من التأهل إلى نهائي كأس العالم للحلويات بعد فوزه في التصفيات القارية للبطولة الرسمية للطهاة الأفارقة التي نُظمت في مراكش في شتنبر 2024، تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما أتاح له هذا التأهل المشاركة في نهائيات (le Bocuse d’Or) وكأس العالم للطهاة ضمن فعاليات “سيرا ليون” التي تمتد من 23 إلى 27 يناير 2025.
تصريحات تثني على المستوى المغربي
وبهذه المناسبة، عبّر كمال رحال السولامي، سفير إفريقيا لكأس العالم للحلويات، عن فخره بمشاركة المغرب في هذا الحدث العالمي.
وأضاف السولامي أن الفريق الوطني حرص على إبراز التراث الثقافي المغربي، حيث تم استلهام الإبداعات من الزليج المغربي والمأكولات التقليدية مثل أجبان الجنوب، بالإضافة إلى تمثيل الدراعة الصحراوية.
التقدير الدولي للطهاة المغاربة
بدوره، أشاد الطاهي الفرنسي جان جاك بورن، عضو اللجنة التقنية لمعرض “سيرا ليون”، بالتقدم الذي أحرزه الفريق المغربي من حيث تقنيات التحضير وجودة الحلويات، مشيراً إلى “قفزة نوعية” في الأداء.
كما أثنى رئيس الفريق المغربي، رشيد واكاس، على التقييمات المشجعة التي تلقوها من لجنة التحكيم، مؤكداً أن “المغرب حاضر بقوة في هذه المسابقة، ومستواه يتطور باستمرار.”
إشادة رسمية بمشاركة المغرب
ومن جانبه، أعربت القنصل العام للمغرب في ليون، فاطمة البارودي، عن فخرها بالمشاركة المغربية في هذا الحدث الهام، معتبرةً أن “المشاركة في كأس العالم للحلويات تمنح المغرب فرصة لإبراز قدراته في مجال الطهي.”
كأس العالم للحلويات: محطة عالمية مرموقة للطهاة
تأسس كأس العالم للحلويات في عام 1989، وهو يُعد من أرقى المسابقات الدولية التي تحتفي بأفضل صناع الحلويات في العالم. المنافسة هذا العام في ليون، تشهد تزايداً ملحوظاً في حضور الفرق المغربية التي تواصل إبهار العالم بمستوى عالٍ من الابتكار والحرفية.
تجسد مشاركة الفريق المغربي في كأس العالم للحلويات 2025 في ليون مثالاً حياً على المهارات العالية التي يتمتع بها الطهاة المغاربة في مجال الحلويات والمأكولات التقليدية. ورغم المنافسة الشديدة، يبقى المغرب أحد أبرز الأسماء في الساحة الدولية، مع وعد بتقديم المزيد من الإنجازات المبهرة في المستقبل