أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، زعماء عالميين بالتفريط في قضايا المساواة بين الجنسين، مؤكدًا أن حقوق المرأة “تحت الحصار” في العديد من أنحاء العالم، حيث “تزداد قوة كارهي النساء”.
وجاء ذلك في كلمته خلال الدورة السنوية للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على مؤتمر بكين 1995.
حقوق المرأة في خطر
ووصف غوتيريش الوضع الراهن لحقوق المرأة في العالم بأنه “تحت الحصار”، مشيرًا إلى أن الذكورية قد عادت بقوة، وهو ما يعوق التقدم في مجال المساواة بين الجنسين.
وأضاف أن التقدم المحرز في قضايا حقوق المرأة أصبح مهددًا بشكل كبير، مؤكداً أن “العمل يتباطأ بشكل هائل” بسبب هذه الظاهرة.
وأشار إلى أن كارهي النساء يزدادون قوة وثقة، مما يشكل تهديدًا خطيرًا لجميع المكاسب التي تم تحقيقها في مجال حقوق المرأة.
كما تحدث عن تنامي ظاهرة الكراهية ضد النساء على الإنترنت، والممارسات التي تهدف إلى تدمير حقوقهن وحرياتهن الأساسية.
التقنيات والذكاء الاصطناعي ضد النساء
غوتيريش لفت أيضًا إلى التهديدات الجديدة التي تطرحها التقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه يساهم في نشر العنف ضد النساء والإساءة لهن، وخاصة عبر الإنترنت.
وأوضح أن ما يقرب من خمسة وتسعين بالمئة من الصور المزيفة المتداولة على الإنترنت هي صور إباحية من دون موافقة الأطراف المعنية، وأن تسعين بالمئة من هذه الصور تتعلق بالنساء.
مواصلة الجهود من أجل المساواة بين الجنسين
ودعا غوتيريش إلى “ضمان المشاركة الكاملة والمتساوية للمرأة في اتخاذ القرارات على جميع المستويات”.
وأشار إلى أهمية التدابير الخاصة المؤقتة، مثل الحصص والتعيينات المحددة الهدف، لتحقيق هذا الهدف.
وأكد أن الدول والشركات يجب أن تتخذ هذه التدابير لضمان المساواة الفعلية بين الجنسين.
غوتيريش يسلط الضوء على الواقع العالمي لحقوق المرأة
وفي معرض حديثه عن الوضع الحالي لحقوق المرأة على مستوى العالم، أشاد غوتيريش ببعض التقدم المحرز في مجال التعليم ومكافحة وفيات الأمهات.
ولكنه أشار أيضًا إلى أن العنف، التمييز، وعدم المساواة الاقتصادية أصبحت أكثر شيوعًا في العديد من الدول.
كما أكد الأمين العام أن العديد من النساء والفتيات في بعض البلدان ما زلن محرومات من أبسط حقوقهن، مثل “الحق في عدم الاغتصاب من أزواجهن”.
وأضاف أن العديد من المكاسب التي تم تحقيقها في مجال المساواة بين الجنسين تتعرض حاليًا للانتكاس، مع تراجع حقوق الإنجاب وتقليص المبادرات الداعمة للمساواة.
الحاجة إلى التغيير الجذري لحماية حقوق المرأة
وفي ختام خطابه، ودعا غوتيريش إلى ضرورة تكثيف الجهود على مستوى الحكومات والمؤسسات لضمان حماية حقوق المرأة على جميع الأصعدة، محذرًا من أن التهديدات التي تواجه حقوق النساء في العالم تزداد تعقيدًا.
وأكد على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لتعزيز المساواة بين الجنسين وحماية حقوق النساء من العنف والتمييز.