أظهرت دراسة علمية أمريكية حديثة أن الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن عند الولادة يكونون أقل استعدادًا لدخول المدرسة في المرحلة العمرية بين ثلاث وخمس سنوات، مقارنةً بأقرانهم الذين يولدون بوزن طبيعي.
تأثير نقص الوزن على الاستعداد المدرسي
وبحسب ما نشرته الدورية العلمية Academic Pediatrics المتخصصة في طب الأطفال، فإن ثلث الأطفال الذين ولدوا بوزن يقل عن كيلوغرامين ونصف يكونون مستعدين للالتحاق بالمدرسة عند بلوغهم سن الثالثة إلى الخامسة.
وأوضحت الدراسة أن هؤلاء الأطفال يعانون من تأخر في مهارات التعلم المبكر، وضعف في ضبط النفس، وتنمية المهارات الاجتماعية والانفعالية، مما قد يؤثر على مسارهم التعليمي في المستقبل
وأجريت الدراسة على ألف وأربع مئة طفل في الولايات المتحدة وُلدوا بوزن منخفض، حيث خضعوا لمجموعة من الاختبارات والاستبيانات لقياس مدى جاهزيتهم للالتحاق بالمدرسة.
وكشفت النتائج أن نسبة قليلة منهم فقط تمتلك القدرات المطلوبة وفقًا للمعايير الأربعة التي اعتمدها الباحثون في التقييم.
وتبين أن أقل من نصف هؤلاء الأطفال يمتلكون مهارات تعلم مبكر مناسبة، بينما كان أكثر من ثلثهم فقط قادرين على ضبط النفس؛ في حين أظهر ثلاثة أرباعهم استعدادًا لتطوير مهاراتهم الاجتماعية والانفعالية.
أما من حيث الصحة البدنية والقدرات الحركية، فقد كانت النسبة الأكبر منهم مؤهلة لهذا الجانب.
التأثيرات المستقبلية وأهمية الاستعداد المبكر
وأكد الباحثون أن استعداد الطفل لدخول المدرسة لا يؤثر فقط على أدائه الأكاديمي، لكنه يعد أيضًا مؤشرًا هامًا لنجاحه في المستقبل، بما في ذلك وضعه المالي وصحته العامة عند بلوغه سن الرشد
استراتيجيات لتعزيز استعداد الأطفال
ويرى الباحثون أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تسهم في تحسين جاهزية الأطفال ناقصي الوزن عند الولادة للالتحاق بالمدرسة، والتي ترتبط بالدرجة الأولى بالبيئة الأسرية.
وتشمل هذه العوامل تحفيز القدرات اللغوية والمعرفية للطفل من خلال القراءة المستمرة له، والالتزام بنظام نوم صحي يدعم تطور الدماغ بشكل سليم، إلى جانب الحد من وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية لتقليل تأثيرها السلبي على الانتباه والقدرات الإدراكية.
كما يشدد الخبراء على أهمية تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة البدنية واللعب التفاعلي لتنمية مهاراته الحركية والاجتماعية.
فضلًا عن تعزيز التواصل الأسري لضمان بيئة مستقرة وداعمة تسهم في نموه العاطفي والنفسي بشكل صحي
دور الأبوين في تحسين نمو الطفل
في هذا الصدد، صرح الطبيب جين جويول، المتخصص في طب الأعصاب بجامعة بوسطن، أن أنماط الحياة الصحية داخل الأسرة تلعب دورًا جوهريًا في تحسين نمو الطفل العقلي في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأكد على ضرورة توفير بيئة داعمة تساعد الأطفال على تجاوز التحديات التي قد تنشأ عن انخفاض الوزن عند الولادة.