يحتفل العالم في السابع من أبريل من كل عام باليوم العالمي للصحة، الذي يركز هذا العام على “صحة الأمهات والمواليد” تحت شعار “بداية صحية لمستقبل واعد”.
ويأتي ذلك في ظل استمرار ارتفاع معدلات وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة في بعض الدول، ومنها المغرب، رغم التحسن الذي شهده القطاع الصحي خلال العقود الأخيرة.
تحسن ملحوظ في المغرب، لكن التحديات مستمرة
وبحسب تقرير صادر عن الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، نجح المغرب في تقليل وفيات الأمهات، حيث انخفض المعدل من 244 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة عام 2000 إلى 72.6 حالة عام 2020.
ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم مرتفعًا مقارنة بدول مثل تونس (37)، مصر (17)، الأردن (38.5)، السعودية (16)، الإمارات (9)، وفرنسا (8).
أما وفيات الأطفال دون سن الخامسة، فقد تراجعت من 52 لكل 1000 مولود حي عام 2000 إلى 17 وفاة عام 2022، بينما انخفض معدل وفيات الرضع من 64 لكل 1000 رضيع عام 1990 إلى 15 وفاة عام 2022، مقارنة بـ 12 في تونس و3.63 في فرنسا.
تحديات تؤثر على صحة الأمهات والمواليد
رغم التحسن الملحوظ في القطاع الصحي، لا يزال المغرب يواجه تحديات كبيرة في مجال صحة الأمهات والمواليد، حيث تلعب العوامل الاجتماعية والاقتصادية دورًا رئيسيًا في استمرار هذه المشكلات.
ويُعتبر الفقر، البطالة، وسوء التغذية من أبرز العوامل المؤثرة على صحة الأمهات والمواليد، إذ تحد من فرص الحصول على تغذية سليمة ورعاية صحية مناسبة.
كما يشكل تلوث البيئة خطرًا إضافيًا، حيث يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض أثناء الحمل وبعد الولادة.
وفي المناطق القروية، يُشكل ضعف البنية التحتية الصحية عائقًا أساسيًا أمام حصول النساء الحوامل على خدمات طبية مناسبة، مما يفاقم الفجوة الصحية بين المدن والقرى.
كما أن نقص الأطر الطبية، خاصة في المناطق النائية، يحد من جودة الرعاية الصحية ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة للأمهات والرضع.
إجراءات لتعزيز صحة الأمهات والمواليد في المغرب
ولتحقيق تحسن ملموس، توصي الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة باتخاذ مجموعة من الإجراءات، أبرزها تعزيز الاستراتيجية الوطنية للأمومة الآمنة للحد من الوفيات القابلة للوقاية بين الأمهات والمواليد، إلى جانب تحسين المحددات الاجتماعية للصحة مثل مستوى التعليم والتغذية وظروف العيش.
كما تدعو إلى تعميم الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي لضمان حصول جميع النساء الحوامل على الرعاية الطبية اللازمة، مع ضرورة دعم البنية التحتية الصحية من خلال توفير الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل مستدام.
ولضمان جودة الخدمات الصحية، يجب تقديم رعاية مجانية وعالية الجودة للنساء خلال الحمل والولادة وما بعدها، إضافة إلى تعزيز خدمات الصحة الجنسية والإنجابية.
كما أن تدريب وتحفيز الكوادر الصحية، بما في ذلك أطباء التوليد والممرضات والقابلات، يُعد أمرًا ضروريًا لضمان خدمات طبية ذات كفاءة عالية.
وأخيرًا، يُعتبر تقليص الفجوة الصحية بين المناطق الحضرية والقروية خطوة أساسية لتحقيق عدالة صحية واجتماعية شاملة.
وفيات الأمهات والمواليد عالميًا
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تُسجل سنويًا 4.5 ملايين حالة وفاة للأمهات والرضع نتيجة مضاعفات الحمل والولادة، كما يُسجل حوالي 287 ألف وفاة للأمهات، أي بمعدل 800 حالة يوميًا، أو وفاة واحدة كل دقيقتين.
أما وفيات الأطفال دون سن الخامسة، فقد بلغت 4.8 ملايين حالة عام 2023، فيما ظل عدد المواليد الموتى عند 1.9 مليون حالة.