يواصل متحف إيف سان لوران بمراكش لعب دوره البارز كمنصة للحوار الثقافي والفني، من خلال تنظيم معرض جديد تحت عنوان “طيور المكسيك”، الذي يقدم رحلة بصرية وأنثروبولوجية فريدة إلى عمق الفن المكسيكي التقليدي.
افتتاح نافذة جديدة على تراث أمريكا اللاتينية
وبعد النجاح اللافت لمعرض “الثعبان” سنة 2023، المخصص لفن السكان الأصليين الأستراليين، يعود المتحف ليقترح على زواره تجربة فنية جديدة تستكشف الطيور في الثقافة المكسيكية، من خلال أكثر من تسعينعملاً فنياً وقطعة نادرة، معروضة حتى السابع والعشرين من يوليوز المقبل.
طيور محفورة في الذاكرة الفنية المكسيكية
ويسلط المعرض، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الضوء على الحضور الرمزي والجمالي للطيور في الفن المكسيكي والحرف التقليدية، بدءًا من عصر المايا الكلاسيكي وصولاً إلى التعبيرات الفنية المعاصرة.
من الديوك والببغاوات إلى النسور والطاووس، تتجلى هذه الكائنات في مجموعة متنوعة من الأعمال: مزهريات، نقوش، تطريزات، ولوحات فنية.
ولا يقتصر حضور الطيور على الجانب الجمالي، بل يتغلغل في المخيال الجماعي المكسيكي، حيث يحتل الريش بألوانه وأشكاله مكانة محورية في التقاليد الحرفية القديمة، ويعكس قيمًا رمزية وروحانية متجذرة في التاريخ.
شهادة على الصداقة المغربية المكسيكية
وفي تصريح لها، أكدت سفيرة المكسيك بالمغرب، مابيل غوميز أولفير، أن هذا المعرض مرآة استثنائية للحوار بين تقاليدنا الفنية، وشهادة حية على الصداقة بين المغرب والمكسيك.
وأضافت أن التراث المكسيكي يجد صدى في المغرب، حيث الطبيعة والرموز تحتل مكانة مركزية في الثقافة المحلية.
بين الحرف والهوية: تراث غني يتجاوز الزمن
من جانبه، أوضح ماديسون كوكس، رئيس مؤسسة حدائق ماجوريل، أن المعرض يبرز تراثًا لاماديا غنياً يتجلى في زخارف الطيور والريش، كرموز لروايات ثقافية خالدة، مؤكداً أن هذه المبادرة تأتي ضمن جهود المؤسسة لتعزيز الحوار بين الثقافات.
تعاون ثقافي بين المكسيك والمغرب
أما خوان جيراردو أوغالدي ساليناس، مدير المعرض وخبير الترميم في متحف “إيف سان لوران”، فأشار إلى أن هذا المشروع هو ثمرة تعاون علمي وثقافي مشترك بين البلدين، تم من خلاله إشراك مؤرخي الفن وعلماء الأنثروبولوجيا في تنظيم المعرض.
ويُعرض للمرة الأولى في شمال إفريقيا مجموعة نادرة من القطع من المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ والمعهد الوطني للفنون الجميلة والآداب في المكسيك.
برنامج ثقافي موازٍ يعمق التجربة
ولإغناء التجربة الفنية، تم إرفاق المعرض ببرنامج ثقافي غني يشمل لقاءات وعروضًا لعشرة أفلام مكسيكية، تُعرض بين فاتح مارس والسادس والعشرين من يوليوز، في قاعة “بيير بيرجي” بمتحف إيف سان لوران، وبسينما طنجة، بدعم من مؤسسة حدائق ماجوريل.
