أجمع عدد من الباحثات والناشطات النسويات خلال لقاء خصص لتقديم مؤلف جديد باللغة الإنجليزية بعنوان “فاطمة المرنيسي.. النوع الاجتماعي والثقافة والسياسة في الشرق الأوسط”، على أن الكاتبة والباحثة المغربية الراحلة كانت من أبرز الأصوات النسوية التقدمية التي وظفت فكرها ومكانتها من أجل تفكيك الصور النمطية عن المرأة، والعمل على توحيد الحركة النسائية، والتواصل مع ساكنة “المغرب العميق”.
اللقاء، الذي نظم نهاية الأسبوع الماضي ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمجلس الجالية المغربية بالخارج في إطار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، أدارته الباحثة نجاة الزراري، وشارك فيه عدد من الأكاديميات والحقوقيات اللواتي تحدثن عن الأبعاد الفكرية والاجتماعية والسياسية في إرث المرنيسي، صاحبة المؤلفات المرجعية مثل “ما وراء الحجاب”.
المثقفة العضوية… صوت من لا صوت لهم
وأكدت المتدخلات أن المرنيسي كانت مثقفة عضوية بامتياز، سخرت سلطتها المعرفية والرمزية لخدمة قضايا الناس، خاصة النساء والشباب، في مواجهة التطرف والعنف والتحولات المجتمعية.
وقد عُرف عنها نظرتها الإيجابية للأشياء، وقدرتها على استكشاف الجوانب المضيئة في الآخر، مع حرصها على تمكين النساء معرفياً وثقافياً، عبر ورش الكتابة والتأطير المباشر.
نضال ناعم وإرث ممتد
الناشرة ليلى الشاوني تحدثت عن علاقتها المهنية بالمرنيسي، مشيرة إلى حرصها على إصدار طبعات شعبية بأسعار مناسبة، في إطار سعيها لـ”دمقرطة” القراءة.
وأكدت أن المرنيسي كانت تعتبر الكتابة وسيلة للنضال السلمي، حيث عملت على تشجيع الطالبات وربات البيوت على التعبير والكتابة.
أما الناشطة ربيعة الناصري، فأشادت بإسهامات المرنيسي في تفكيك الموروث الإسلامي التقليدي، وتقديم قراءات حديثة تخدم قضايا المساواة.
كما ذكرت رفض المرنيسي المتكرر للتكريم، لكونها لا تؤمن بـ”التمجيد”، وحرصها على تمكين الجمعيات دون السعي إلى الزعامة.
ذاكرة لا تموت
من جانبها، أوضحت الأكاديمية زكية سليم، أستاذة جامعة راتغرز الأمريكية، أن المرنيسي كانت سخية في عطائها المعرفي، ومدافعة شرسة عن التعدد والاختلاط في الفضاءات العامة، ورافضة لأي إقصاء قائم على النوع، حتى في الندوات النسوية.
واختتمت سليم بدعوة إلى إعادة كتابة التاريخ الوطني من خلال إبراز دور النساء في بناء المغرب المعاصر.