أجواء رمضانية
مهن موسمية…تبرز مع حلول رمضان وتختفي بعد انقضائه
ربورتاج سعيدة شعو
شباكية، لمخرقة، سفوف، برايوات، بوشنيخة، عصائر، … وغيرها كلها أطباق مغربية تعج بها أسواقنا وذلك تزامنا مع اقتراب حلول شهر رمضان الأبرك.
مع اقتراب حلول شهر رمضان تنتعش العديد من المهن الموسمية لتلبي طلبات العديد من المواطنين، وترتبط هذه المهن بصناعة بعض الحلويات والفطائر والمعجنات والمقبلات، وهناك من يستغل هذا الشهر المبارك بأجوائه الصيفية لصنع وبيع مختلف أنواع العصائر والتي تلقى إقبالا كبيرا من طرف الزبائن.
مهن صغيرة مدرة لأرباح كبيرة
تشير الساعة إلى الثالثة ظهرا بسوق حي الفلاح بالدار البيضاء، بإحدى أزقته وجدنا “مي عائشة” امرأة أربعينية علامات قهر زمان واضحة على محياها لكن الابتسامة لا تفارق شفتيها بصوت عذب تقول ” شباكية ديال الدار باللوز وجنجلان وخدمة نقية وديال الدار دوقي عاد شري”، بعد انتهائها من تقديم منتوجها الذي لا تخلو منه أي مائدة مغربية طيلة شهر الصيام توجهنا إليها لطرح السؤال عن ما إذا كانت تقون ببيع “الشباكية” وهي حلوة مغربية تعتمد النساء في تحضيرها على اللوز والسمسم ومكونات أخرى عديدة، طيلة أيام السنة أو فقط في رمضان، أجابت “الشباكية، أقوم بتحضيرها خصيصا لشهر رمضان، أما بقية الأيام فأقدم لزبائن فطائر من قبيل المسمن والبغرير…”، وعن الربح المادي لهذه المأكولات تقول مي عائشة :” غير البركة … كلمة اتبعتها قهقهقة ملأت المكان واسترسلت قائلة:” هي مأكولات تلقى إقبالا واسعا من طرف العديد من المواطنين المغاربة وما يزيد في رفع ثمن الكيلو منها هو ارتفاع ثمن بعض مكوناتها كـ اللوز بالإضافة إلى التعب الذي يرافق تحضيرها خاصة أن مراحل تحضيرها معقدة نوعا ما ولا تستطيع كل النساء تحضيرها الشيء الذي يجعلهن يلجأن إلى اقتنائها جاهزة، أما عن الثمن فهو رمزي 90 درهما لشباكية باللوز والشباكية العادية بـ 60 درهم للكيلو الواحد”.
بعد توديعنا “مي عائشة” وتركها مع زبوناتها اللاتي يزايدن على الثمن لرغبتهم في اقتناء كمية كبيرة، التقينا في الجهة الأخرى من السوق بـ ثريا في الثلاثينيات من عمرها ، أم لطفل في الخامسة من عمره، بعد الحديث معها حول عملها في السوق والمأكولات التي تقدمها بزبائنها قالت ثريا : ” اسهر على تحضير كميات كبيرة من الشباكية والسفوف والفطائر حيث أعتمد في بيعي لهذه المنتجات على زبونات من نوع خاص وهن موظفات أو نساء لا بعرفنا طريقة تحضير هذه المأكولات التقليدية وبعد اقتراب رمضان أكون قد انتهيت من تحضير الكمية المطلوبة والتي يتم حجزها عن طريق الهاتف، لأقوم بتحضير كمية أنزل لبيعها في السوق ومن خلالها ابحث عن زبائن جدد لتعريف بأطباقي”.
سألنا ثريا عن تحضير هاته المأكولات فقالت هي مأكولات فيها تعب وهذا ما يحلل رزق البائعات ويتوجب على الزبائن تقدير تعبهن بعدم المبالغة في إنزال ثمن الكيلو “.
وبهذا يكون بروز هذه المهن في صالح المستهلكين، خاصة وأن أثمنة المنتجات المعروضة من قبل أصحاب المهن الموسمية تكون أقل من الأثمنة المعروضة في المتاجر التي يستغل بعض أصحابها هذا الشهر للرفع من الأثمنة وفرض زيادات تتجاوز أثمنتها الحقيقية بكثير.