عيد اليمن يشعل الهشال/ حوار مع الأستاذ عبد الرحمن يحيى القوسي

- Advertisement -

عيد اليمن يشعل الهشال

 في حوار مع الأستاذ عبد الرحمن يحيى القوسي محلل سياسي ومتابع وناشط جمعوي من اليمن :

أولا تحية لمجلة فرح التي طالما تفرد حيزا لليمن بصفحاتها المتنوعة وهي التحية لشعبنا بالمغرب ولنهنئ كل الأمة العربية والشعوب الإسلامية بهذه المناسبة الدينية، في اليمن عادات خاصة لعيد الفطر ما زالت بين الماضي والحاضر قائمة في الريف والمدن وبحسب تغير وسائل المعيشة والخدمات المجتمعية ففي الريف كما تعودنا أن يتم الاستعداد للعيد بإعداد الثياب الجديدة أو تجديد نظافتها وإعادة تزيينها ويكون الإعلان في ليلة العيد بما يسمى (الهشال) أي إشعال الأنوار في سطوح المنازل وبعض القمم لكل القرى وأيضا الإعلان بيوم الفطر من مكان السلطة المحلية بذلك زائدا دق (المرتفع) اي الطبول الكبيرة التي ترج بأصواتها الى معظم القرى فيأتي الصباح وقد أعد ت كل اسر ة ما أمكنها من ما نسميه( قحوط وكعك وملوج وملوح )مخبوزات وفطائر ..وبعض الأسر تعمل طبخات خفيفة ك(الهريسه)اي القمح المحروس مع بعض مكونات اللحم كالراس والكبد ومكونات معدة المذبوح..وايضا لهريش مع السمن كل هذه للاستعداد لتقديمهن للزوار من الأهل والأصدقاء في صباح العيد اولا يتجمع كل الرجال والأطفال والشباب الى ساحة عامة لاستقبال بعض تداول سلام العيد ثم الذهاب الى( لمشهد) اي ساحة خاصه لأداء صلاة العيد فقط ثم العودة بانشاد جماعي نسميه (زامل)ويرافقه موسيقى من المزمار والطبول تتخللها رقصات شعبية وحتى العودة إلى ساحة تجمع ا لقرية من جديد للبدء بالاحتفال الجماعي بالعيد وذلك بالرقص المجدول من غالبية الحضور ويسمى (البرع)وهي رقصا ت حربية كتدريب الراقصين على فنون حمل السلاح الأبيض (الجنبية)الخنجر الذي يغمد بالجهاز على حزام الوسط للرجل ثم يتفرق الجمع الزيارات الخاصة لذويهم واسرهم وهناك يتم تبادل الاكلات وما أعد من كل أسرة حسب مستوى وحالها ثم ينصرف الجميع لمتابعة للواجبات الظرورية اليومية لمن لهم تربية حيوانات ورعيها اوفلاحة ارض ومن تبقى يقوموان مع الاطفال برحلة إلى ضواحي القرية مع الفرق الخاصة بالمزمار والطبل لمواصلة الرقص وال(نصاع)فالنصا ع هو يعني وضع هدف كالحجر واصغر منها والى حبة الشقارة هذ الهدف يوضع في بعد مناسب ويتم قنصه بالسلاح الناري من بعد بجدولة من واحد الى اخر وكما لو أنه مهمة تدريبية وتأهيلية لدقة القنص ولتعليم الشباب الجدد ومن ثم يعود الجميع إلى منازلهم لتناول وجبة طعام الغداء وتوزع فيما بعد مجموعات للرجال ليتعاطوا القات والمدائع(تشبه ا لشيش انما على تنباك فقط) والنساء كذلك تتجمع مجموعات في منزل لل(تفرطه)اي مناسبات تجمع للنساء لسلام العيد وغيره ويتداولن الأحاديث والرقص والغناء الذاتي والأطفال يتجمعون ليمارسوا لعبتهم المفضله وهي القراح للألعاب النارية وبعض اللعب ا لشعبية ومتابعة امير العيد الذي دائما ما يظهر هذ النوع من التمثيل التلقائي والعفوي في مناسبة العيد فقط عندما يقوم بعض الاشخاص بلبس ملابس مكركبة قديمة رثه نسائية ورجالية والقيام بادوار تسر الاطفال وتضحكهم كل هذه أول يوم ومن اليوم التالي كل أسرة حسب وضعها والتزامها في اجازتهامن الأعمال ومن تبقى باجازة يواصل زياراته لأقربائة من نساء بقرى مجاوره واستقبال من سيزور نساء من القادمين من قرى أخرى ويتخلل الايام التالية للعيد بعض الاحتفالات برقصة وبرع وإطلاق نار وووالخ وهو تقريبا نفس الحال في المدن اليمنية مع فارق ظروف المقيمين بالمدن الذي تعتبر ايام العيد أجاز ة مطلقة وفارق الظروف المعشية ومستوى نوع الملابس وما يقدم في زيارات الاطفال من حلويات ومكسرات وشوكلات ووالخ.. وما يسمى (العسب)العطاء النقدي للاطفال وللنساء ولا يتم في المدينة كما في الريف من تجمع عدى وقت صلاة العيد واي تجمع للاطفال والرجال والنساء بالمدن يتم في الحدائق العامة والمتنفسات خارج المدن في ضواحي ومتنزهات وبساتين غالبا ماتكون صباحا أما العصر والمساء فقد بلي اليمنيون رجالا ونساء بظاهرة تعاطي القات التي تسرق منهم أجمل ألاوقات وتبعدهم عن مرافقة أولادهم المتنزهات عصرا ومساء ما يجعلهم يلعبون بالشوارع وفي متناولهم ما حصلوا عليه من عطاء نقدي من الأقارب ليشتروا به ألعاب نارية غالبا ما تعود بالأذية عليهم بعض مما وجدت مناسبا لذكره وبالذات بالريف اليمني ولا شك هناك تفاصيل أكثر وأكثر وتنوع من مدينة إلى أخرى في( الجمهورية اليمنية) الأهم أن اليمنيون برغم معاناتهم في ظل العدوان وجروحهم وبؤسهم وسوء الأحوال المعيشية من جراء كل ذلك والحصار المطبق.. إلا أنهم يكابرون ويصرون أن يمارسوا كل حياتهم بشكل طبيعي والله الموفق ..